قراءة نقدية للقصة ق.ج.:”الفرقة الناجية”
الكاتبة:الهام عيسى(سوريا)
الناقدة:جليلة المازني(تونس)
عنوان القراءة النقدية والتفريغ النصّي:
متعة أكذوبة الثنائيات (ثنائية المحنة والنعمة نموذجا)
المقدمة:
ان قصة “الفرقة الناجية” للكاتبة السورية الهام عيسى هي من جنس القصة ق.ج.
هذه القصة محكومة بثنائية المحنة والنعمة:
– محنة الصراع المستمرّبين الحق والباطل حقّ الفلسطينيين في التمسك بارضهم وباطل الصهاينة في اغتصابها واحتلالها منذ أكثر من سبعين عاما.
– نعمة تحوّل المحنة الى نعمة انها نعمة الشهادة وجزاؤها عند الله .
لقد اختارت الكاتبة عنوانا لهذه القصة”الفرقة الناجية”.و”الفرقة الناجية مصطلح استنبطه علماء الحديث من الحديث النبوي الشريف”ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار الاّ واحدة”.فيعرّفون الفرقة الناجية بأنها هي المتبعة لما كان عليه الرسول وأصحابه فهي بقية السلف والمتفرّدة باتباع الكتاب والسنّة بين بقية الفرق التي عصفت بها الاهواء وذهب بها الرأي والشبهات كل مذهب”(1).
“الفرقة الناجية هي المتمسّكة بما جاء به النبيّ وأهل السنّة والجماعة وهم الذين آمنوا بالله ورسوله واستقاموا على دين الله وساروا على نهج النبيّ وأصحابه في توحيد الله والاخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه والايمان بأسمائه وصفاته”(2)
وبالتالي من تكون الفرقة الناجية التي اختارتها الكاتبة كعنوان للقصة .ق.ج ؟
سنتعرّف على هذه الفرقة الناجية تدريجيّافي غضون تحليلنا للقصة:
1- تجلّيات محنة الشعب الفلسطيني:
استهلّت الكاتبة القصة ق.ج.بجملة اسمية وواصلت في استخدامها(جموع تندفع../أزيز رصاص يبدّد…/نعيق دبابات..وعويل ذئاب يبعثران الصرخات).
والجملة الاسمية تفيد الثبات والاستقرار والدّوام.
هذا الثبات والاستقرارتجسّده الجموع والشباب الذين يندفعون نحو الاسلاك
والاسلاك هي الاسلاك الشائكة التي تمنع المندفعين من التقدّم.
تقول الكاتبة “بن فاطمة سامية”بان السلاك الشائكة تحدّد”طبيعة الاستراتيجية الفرنسية في محاصرة الثورة وتضييق الخناق عليها لتمنع عنها أيّ مدد خارجي من خلال مشروع جديد يبرز بجلاءمدى التوتّر الذي كانت تعانيه السلطة الفرنسية تجاه الثورة التحريرية ما جعلها تجنّد كل امكانياتها لانجاحه….يمكن القول بان المشروع الفرنسي المتمثل في الاسلاك الشائكة كان بمثابة الورقة الرابحة التي تراهن عليها فرنسا في الاحتفاظ ب “الجزائر فرنسية”وتحقيق هدفها في القضاء على الثورة التحريرية بتغيير مسارها نحو التراجع والفشل فتمكّنت فعليّا ان تحقّق بعض أهدافها من حيث أنها شلّت حركة جيش التحرير وتراجعت عملياته الحربية ظرفيا بسبب نقص التزوّد بالاسلحة.
غير ان نجاح فرنسا كان نسبيّا أمام ارادة جيش التحرير الوطني الجزاري والذي استطاع مواجهة الأسلاك الشائكة وتنشيط عمليات المواجهة ودعم مختلف المعارك التي ما كانت لتستمرّ لولا توفّر السلاح.”(3)
ان مثل المقاومة الفلسطينية هو مثل المقاومة الجزائرية وهي بلد المليون ونصف شهيدا ورغم كل الخناق الذي مارسته فرنسا بواسطة الاسلاك الشائكة فان الثورة التحريرية الجزائرية استطاعت ان تنتصر وتحقّق الاستقلال.
وكذلك النصر قريب لفلسطين رغم هذه الاسلاك الشائكة التي حاصرت كل المعابر لمنع دخول الغذاء والدواء والوقود لقطاع غزّة.
تواصل الكاتبة استخدام الجمل الاسمية الدالة على الاستمرار والدوام في ايجاز دون عجزلتعلمنا بأزيز رصاص العدوّ الصهيوني المستمرّ لتبديد صفوف المندفعين وتشتيتهم وحتى القضاء عليهم بوحشيتهم المعهودة ليصحب أزيزهذا الرصاص” نعيق الدبابات وعويل ذئاب يبعثران الصرخات.”
لقد استعارت الكاتبة كلمة نعيق لوصف صوت الدبابات .
والنعيق هو صوت الغراب فقد “اكتشف علماء البيولوجيا في أستراليا ان الاصوات التي تطلقها الغربان لا تعبّر فقط عن الخطر او العثور عن طعام وغيرها وهي اشارات للتواصل العادية بين هذه الطيور(الغربان).واختار الخبراء خلال الدراسة مجموعة من غربان المنتزهات الاسترالية وسجّلوا أكثر من 400صوت نعيق مختلف لا تدلّ على تواصل يومي بين هذه الطيور مع بعضها فحسب بل تستخدم الغربان مجموعة صوتية خاصّة بها للعثور على شركائها(أزواج) في الحياة”(4).
لقد استعارت الكاتبة” نعيق” كصوت للدبابات وهي هاجمة على الجموع من المقاومين لان النعيق ليس نذير شؤم على المقاومة فحسب بل هو طريقة تواصل بين الدبابات فيما بينها لتنفيذ العمليات الارهابية والوحشية ضدّ الفلسطينيين.
ان الكاتبة استعارت أيضا الذئاب وصوتها العويل لتصف به مكر وخبث الصهاينة الاعداء.
“يسمّى صوت الذئب عويلا وهو صوت عال وقوي تصنعه الذئاب للتواصل مع بعضها عند تعرّضها للخطر او عند الرغبة في التجمّع”(5).
لقد استعملت الكاتبة معجما صوتيا متنوّعا توزّع بين الأزيز والنعيق والعواء هذه الاصوات التي تتقاطع في صفة الرعب والخوف والشؤم كما تشترك أيضا في طريقة التواصل بين “الحيوانات البشرية الشرسة”.
كل هذه الاصوات الحادّة والمخيفة تبعثر صرخات الضحايا من الفلسطيننين وتدوس عليها لتخمدها لكن اصوات الثكالى تتعالى وهل أكثروجعا وألما وفاجعة من فقد الأمّ لابنها ؟
ووجع الثكلى وحزنها يتناصّ مع النص القرآني في سورة يوسف الآية 86 “قال انما أشكو بثّي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون”.
ان الآية تتحدث عن يعقوب النبيّ وهو ثاكل(مذكر ثكلى) عندما فقد ابنه يوسف الى حين وقد مزّقه الحزن عليه ففقد بصره من كثرة البكاء عليه.( الآية 84″وتولّى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم”).
وسط هذا المشهد الذي اتسم بالصخب والضجيج بكل انواعه ومصادره ليصبح مشهداأكثر تأزّما بالحركة المصاحبة لهذا الصخب والضجيج باستعمال الكاتبة الجمل الفعلية للتعبير عن الاحداث المرتبطة بزمان وقد وّظفت الكاتبة أفعالا مزيدة تفيد الحركة وفي صيغة المضارع لتفيد الاستمرارية (تتعالى/ينبطح/تلتقط/يتهاوى/تخترق).
هذه التحركات المختلفة الممزوجة بالضجيج المرعب أجّج نار الأزمة وهل أكثر من أزمة الموت (ينبطح الكل على الارض…تلتقط أنفاسهم جرّافة.)
يعرّف الفلسطينيون” الجرافة (د-9)بوصفها الوحش الذي يلتهم منازلهم وطرقاتهم خلال دقائق وتعود هذه الجرافة(د-9) الى الصورة مرّة أخرى بعد 20عاما من تدميرها الكامل لمخيّم “جنين”وشبكات المياه والكهرباء في عموم الضفة الغربية وفي حيّز ضيّق وداخل المخيّم.
ان وجود هذه الجرّافة يعني ان الهدف هو الدّمار بهدف التدمير لذاته”.(6)
ان هذا الدمار الشامل الذي ألحق بقطاع غزّة بواسطة هذه الجرّافة(د-9) جعل الكاتبة تخرج بمفارقة ممزوجة بالتهكّم والمرارة فتقول :”ويتهاوى صنم الحرّية”.
انها مفارقة عجيبة فكيف يستقيم السقوط للحرّية؟.
عادة يسجّل لنا التاريخ سقوط الاستبداد كماحصل خلال ما يسمّى بثورة الربيع العربي وسقوط صنم الاستبداد من أجل أن تنعم الشعوب بالحرية. هذه الحرّية التي تجسّدت في صنم الحرّية الموجود في مدخل نيويورك.
وبالتالي هل ان “سقوط صنم الحرية” هو اعادة الزمن الى الوراء الى جمهورية الخوف التي تعيث فسادا في الارض ودوسا لحقوق الانسان؟.
لقد تسلّلت المنظومة الصهيونية المغتصبة في غفلة من الزمن لتتسلّط على فلسطين الأبيّة فلسطين الانبياء فلسطين الأقصى فلسطين الاسراء والمعراج….
هذه المنظومة الصهيونية تستبدل صنم الحرية بصنم الاستبداد وهل ان قدر الشعب الفلسطيني ان يدفع هذا الكمّ من الدماء من أجل العودة الى الوراء والى الظلم والطغيان وسلب حرّيته في تقرير مصيره المجهول منذ أكثر من سبعين عاما؟
ولعل هذا ما جعل الكاتبة الهام عيسى تشعر بالمرارة والتهكّم:
– مرارة اغتصاب العدوّ الغاشم لحرّية شعب فلسطيني طيلة عقود.
– التهكّم من اعادة التاريخ لنفسه بالعودة الى الظلم والطغيان.
ان الكاتبة لا تخفي تألّمها عند قولها:و”يتهاوي صنم الحرّية”.
ان صنم الحرّية “يرمز الى امرأة تحرّرت من قيود الاستبداد هذه القيود التي ألقيت عند احدى قدميها.
وتمسك هذه المرأة في يدها اليمنى مشعلا يرمز الى الحرّية فالحرية تتحقق بالاستنارة ومن هنا جاء الاسم الرسمي للتمثال”الحرية تنير العالم” بينما تحمل في يدها اليسرى كتابا نقش عليه بأحرف لاتينية “4يوليو1776وهو تاريخ اعلان الاستقلال الامريكي.
والقصيدة المحفورةعلى قاعدة تمثال الحرية هي للشاعرة”ايما لازاروس المولودة بنيويورك وتقول الجملة:”هات المتعبين والفقراء والجموع التواقة لنسمات الحرّية”
لقد جعل الفنان السلاسل المفكّكة عند قدم التمثال للتعبير عن التخلّص من الطغيان.
واستخدم تاجا له سبعة أعمدة للتعبير عن القارات والبحور السبعة في العالم كما جاءت في
في الاساطير اليونانية .ويظهر التمثال بصورة من يخطو الى الأمام للتعبير عن التقدّم نحو الحرّية.
يتغنّى الملايين باسم هذه المرأة الرّمزفمن هي؟؟
انها الحرّية كما تخيّلها الفنان الفرنسي المولود في 1834فريدريك أوغسته بارتولدي
الذي صمّم تمثال الحرّية الشهير القائم عند مدخل مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية والذي اصبح رمزاعاليا للحرّية في العالم(كان من المفروض ان يكون تمثال الحرّية في قناة السويس بمصرلكن الخديوي اسماعيل رفض ذلك لاسباب مادّية)(7).
وبالتالي هل من السهل على الكاتبة اوعلى المتلقي ان يسلّم بسقوط صنم الحرية؟
2- تجليات النعمة التي ينتظرها الشعب الفلسطيني:
ان المحنة التي يعيشها يوميا الشعب الفلسطيني والمتمثلة في الدمار والموت تتحوّل في هذه القصة ق.ج.الى قناعة لدى الفلسطيني لتصبح في عقليته نعمة وأيّ نعمة…
وبالتالي ستصبح هذه الثنائية(المحنة والنعمة) أكذوبة في عقلية الفلسطيني الذي يسلّم بان المحنة التي يعيشها يوميا هي نعمة من نعم الله:
لقد استعملت الكاتبة معجما لغويا يجسّد معاني مقدّسة تجعل الضحايا يرحبون بالموت في سبيل الدفاع عن أرضهم فلسطين وعن عرضهم المنتهك من قبل العدو الصهيوني.
(ينبطح الكل على الارض/تعلو التكبيرات/يعرج الى السماء/تردّد الجثث المتناثرة:هنيئا بالفردوس الاعلى/ الفرقة الناجية).
ان الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه في تقرير المصير مصير الارض المقدّسة فلسسطين التي هي “أرض الأنبياء ومبعثهم فعلى أرضها عاش سادتنا: ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف والاسباط ولوط وسليمان وصالح وزكرياء ويحي وعيسى عليهم السلام.وعاش على أرضها الكثير من أنبياء بني اسرائيل.
كما زارها رسول الله سيدنا محمد(عليه الصلاة والسلام) ليلة المعراج من خلال الآية (1) من سورة الاسراء”سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”.
وأبو ألانبياء ابراهيم سمّيت باسمه احدى أهمّ مدن فلسطين وهي مدينة “الخليل” ويقع ضريحه فيها.كما تكثر في فلسطين أضرحة ومقامات ومزارات الأنبياء وهي تخلّد ذكرى استقرارهم ومرورهم فيها.
في أرض فلسطين المسجد الأقصى المبارك وهو أوّل قبلة للمسلمين في صلاتهم وهو ثالث المساجد مكانة بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي.
فلسطين هي أرض الاسراء والمعراج فقد اختار الله المسجد الاقصى ليكون مسرى رسول الله” من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى”ومنه كان معراجا على السماء فشرّف الله بذلك المسجد الاقصى وفلسطين تشريفا عظيما.
وجعلت بيت المقدس بذلك بوّابة الارض الى السماء وهناك بالمسجد الاقصى جمع الله سبحانه وتعالى لرسوله الأنبياء دلالة على استمرار رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء وعلى انتقال الامامة والرسالة الى الأمّة الاسلامية”.(8)
فلسطين هذه الارض المقدّسة بمعالمها وأنبيائها ألا تستحقّ ان يموت من أجلها الفلسطيني لتحي حرّة ؟
ان فلسطين هي قضيّة تربّت عليها كل الأجيال هذه الاجيال التي رضعت من دمها وجعلته دورتها الدموية التي لن يعيش الفلسطيني بدونها فاما حياة بهذه الدورة الدموية او استشهاد لسقي أرض فلسطين بدم هذه الدورة الدموية لتنبت هذه الارض وتنبت وتنبت لكي تحي وتستمرّ الحياة فيها حتى النصر.
ولعل هذا ما جعل الكاتبة تلتجئ الى مفارقة عجيبة في جعل” الجثث المتناثرة” تتكلّم والمفارقة هنا ليست من باب التهكّم بل ايمانا منها بان الشهداء هم أحياء عند ربّهم يرزقون وهذا تناصّ مع الآية الكريمة 169 من سورة آل عمران”ولاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربّهم يرزقون” والله في هذه الآية يخبر عن الشهداء بأنهم وان قتلوا في هذه الدار فان أرواحهم حيّة مرزوقة في دار القرار.
وهذه المرجعية الدينية للكاتبة الهام عيسى جعلتها تنطق الجثث المتناثرة لتقول “هنيئا الفردوس الأعلى”بعد ان جعلت الشهيد “يعرج الى السماء”مثله مثل معراج الرسول محمّد (عليه الصلاة والسلام).
ان الفردوس الأعلى هي أعلى درجات الجنّة وأعظم مراتبها .قال الرسول:”في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض والفردوس الأعلى أعلاها درجة”(9).
كيف الوصول الى الفردوس الاعلى؟.
لقد ورد في الآية69 من سورة النساء بان الفائزين بالفردوس الاعلى هم من نصّت عليهم الاية:”ومن يطع الله والرسول فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّقين والشّهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا”.
وبالتالي هل يمكن لنا الان أن نجيب عن السؤال المطروح أعلاه “من هي هذه الفرقة الناجية”؟؟؟ هذه الفرقة الناجية التي اختارتها الكاتبة عنوانا لقصتها القصيرة جدا”الفرقة الناجية”
ان هذه “الفرقة الناجية” هي التي تحدّث عنها الرسول والتي ذكرها القرآن هذه” الفرقة الناجية”هي التي جعلتها الكاتبة تفوز” بالفردوس الأعلى”على لسان الجثث المتناثرة لتجعل هذه الجثث المتناثرة تهنّئ نفسها ضمنيّا هي الأخرى بالفردوس الاعلى وكأني بها تهنئ نفسها بالشهادة وهي تدافع عن الارض المقدّسة فلسطين.
وبالتالي فان الشهيد الفلسطيني لايعتبر شهادته محنة بل يرتقي بها الى درجة النعمة
ومن هنا تنتفي هذه الثنائية ثنائية المحنة والنعمة لتنتصر النعمة على المحنة.
ان الكاتبة بتشبّعها بماهية ق.ق.ج جعلها تنتقي الكلمات سواءذات المرجعية الواقعية اوذات المرجعية الدينية ممّا جعلها تعمد الى “تجويع اللفظ وتشبيع المعنى”على حدّ تعبير أحد منظّري ق.ق.ج.الاديب المغربي عبد الله المتقي.
ان كل ما ذكرته من توظيف قامت به الكاتبة شكلا ومضمونا يحسب للدكتورة المبدعة لهذه القصة ق.ج.”الفرقة الناجية” وهو من باب التبنين الجمالي الذي لا يمكن أن أخفيه كناقدة.
لقد استمتعت كثيرا بقراءتي النقدية لهذه القصة ق.ج ولعلّ العديد من المتلقين يضمّون أصواتهم الى صوتي.
الخلاصة:
ان هذه الثنائية “المحنة والنعمة” في ق.ق.ج”الفرقة الناجية”جعلتني أقف على حقيقة وهي أكذوبة بعض الثنائيات وثنائية”المحنة والنعمة” انموذجا في ق.ق.ج “الفرقة الناجية”.
حين يتحوّل القطب السلبي(المحنة) في الثنائية ليتماهى مع القطب الايجابي(النعمة)ويصبح الحديث عن النعمة فقط:نعمة الشهادة التي تجعل الشهيد ينتمي الى الفرقة الناجية تجعل الشهيد يفوز بالفردوس الاعلى تجعل الشهيد حيّا يرزق…
انها متعة أكذوبة الثتنائيات في هذه القصة القصيرة جدّا “الفرقة الناجية”.
(بقلم جليلة المازني)
النص الابداعي:
جموع تندفع نحو الاسلاك وشباب…
أزيز رصاص يبدّد صفوف المندفعين.
نعيق دبّابات..وعويل ذئاب يبعثران
الصرخات.
تتعالى أصوات الثكالى..
ينبطح الكل على الارض..تعلو
التكبيرات…تلتقط أنفاسهم الاخيرة جرّافة.
ويتهاوى صنم الحرّية.
وفيما تخترق جسده النحيل رصاصة غادرة..
ويعرج الى السماء…
تردّد الجثث المتناثرة:
هنيئا الفردوس الاعلى.
المراجع:
(1) الفرقة الناجية ويكيبيديا
(2)الفرقة الناجية- ابن باز
(3)الاسلاك الشائكة:الكاتبة بن فاطمة سامية –سياسة الاسلاك الشائكة.
(4)قناة العالم”معلومات رائعة عن نعيق الغربان”
(5)موقع أبدواب.
الكاتب باسل رزق الله(ذاكرة طنية) ultra(6)فلسطين
(8)وليد بدران بي.بي.سي26/يونيو/حزيران/2021
(9)بوابة اخبار اليوم:د. احمد كريمة:فلسطين ارض الانبياء وبوابة الارض الى السماء:11اكتوبر 2023
(10) الحديث رواه الترمذي.
.
Discussion about this post