الشاعرة . إيمان بوغانمي تونس

موسم خريف هذه السنة …

خريف هذه السنة ليس مثله 

أيُّ خريف …

هل الأوراق الصفراء اللون المتناثرة

على عموم الطرقات 

و في ثنايا مفترقات 

الطبيعة بين أحضان الأراضي 

و المتساقطة من الأشجار

و من الورود الذابلة من المناخ 

الدافئ الذي لا يبشر 

بأيٌّ إشارة حلوة

نشكو له غدر الزمان للزهرة

المفتّٓحة لأوراقها 

أو هل نعاتبه على مٓرارة تنكرِ البشر

و عدوانيتهم القاسيٌة من ناحيّة بعضهم

  البعض…؟

يا حياة بأكملها 

يا قاسية على طول الزمان

طوبى لمن جبر فيها قلبًا مقهورًا

مكسوراً مضلومًا…

و هنيئا لكل متجبٌّرا لا يعرف

لطريق الرحمة عنوانًا ..

فإننا تعودنا مع الأيام المرور

من الوحل بمفردنا في زمن إختفاء

الضمائر البشريّة 

و لكننا مهما بلغت أوجاع الكون 

صدورنا فإننا لا نرضى بالضلم

القاسي ما دامت العزّة 

و الشموخ من مبادئنا الرئيسيّة

و ما إن مازالت صحة أجسادنا

يا فرحة عمرنا بها فهي أحسن

من مليون أحباب في الكون

و عندما يأتي يوم 

و تغادرنا صحتنا لا ينفعنا

لا صاحب 

و لا حبيب عندها يقومون

إلّا بغلق عنّا الأبواب 

و ما دامت الصحة مولودة

فكل ثمرة عند الله ليست مفقودة...