كتب … اشرف كمال
استقبل قصر ثقافة روض الفرج العرض المسرحي “سجن النسا” فى رابع أيام المهرجان الختامي لنوادي المسرح فى دورته الـ 30 “دورة الكاتب محمد أبو العلا السلاموني”، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
“سجن النسا” لفرقة المنوفية، ويعد التجربة المسرحية الأولى للمخرجة ساندرا سامح، ويناقش العرض عددا من القضايا الإنسانية التي تخص المرأة في المجتمع، من خلال مجموعة من السيدات داخل عالم السجن، يختلفن في المستوى الفكري والثقافي وحتى الجناية.
وفى شكل مونولوج تسرد السجينات حكاياتهن، وأسباب دخولهن إلى السجن وتنكشف الأسرار والخبايا وتظهر الصراعات بينهن، وبمرور الوقت تتغير الأفكار وتتعلم كل منهن من الأخرى.
“سجن النسا” تأليف فتحية العسال، أداء رنا جمال الدين، منار السيد، إيمان رضا، وفاء موسى، مي محروس، زهراء السيد، ياسمين عاطف، رحمة خطاب، ساندرا سامح، رغدة أبو الخير، أميرة إبراهيم، وفاطمة رفعت، ديكور شادي قطامش، إضاءة محمد سعد، ملابس إيمان رضا، وإيناس جمال، أشعار أحمد نجيب، دراماتورج ساندرا سامح، موسيقى وألحان عبد الرحمن خليل، تنفيذ موسيقى عمر محمد، إيقاع أحمد الجوهري، استعراضات شريف الغريب، ماكياچ نورهان أيمن، غناء أميرة إبراهيم، مخرج منفذ محمود رشاد.
أعقب العرض ندوة نقدية لمناقشة النقاط الفنية أدارها المخرج محمد صابر، بحضور الناقد د. محمد زعيمة، والناقدة د. لمياء أنور التي بدأت حديثها قائلة: يعتبر العرض حالة تكثيف للنص الأصلي، فتناولت المخرجة أن السجن الحقيقي هو سجن العالم الخارجي، مشيرة إلى أن العرض رغم ما به من جماليات إلا أن المشكلة جاءت في الإطالة دون تطور للأحداث، وعن الديكور قالت أنه وصف الحالة بالزنزانة ولكنه لم يحقق المعنى المطلوب في باقي الأجزاء، أما الإضاءة جاءت وظيفية دون أي تنوع، بينما جاءت الأشعار مميزة، مبدية إعجابها بعناصر التمثيل النسائي ووصفتهن” بالبارعات”، وأكدت في ختام حديثها على ضرورة تكثيف العرض لإبراز العلاقة بين السجينات وبعضهن دراميا.
من جانبه أشار الناقد د. محمد زعيمة إلى أن اعتماد النص على مونولوجات ساعد على التعاطف مع شخصيات العمل، رغم أن التعاطف به مشكلة لأنه أظهر كل الرجال مدانين، والنساء هن الضحايا.
وعن مدة العرض قال كان من الممكن أن يختتم العرض بنهايات كثيرة جاءت في المنتصف بدلا من الإطالة، أما الإضاءة والديكور فلم يساهما بشكل كبير في تكنيك الأحداث وخاصة “الفلاش باك” التي جاءت به الصورة ثابتة ولم يطرأ أي تغيير على الديكور يعبّر عن تغيير الأحداث، وعن الأزياء التي جاءت تحمل لونا واحدا، أوضح أن ذلك تسبب في حدوث تناقض، لأنه العرض يناقش قضايا نسائية قائمة علي هيمنة المجتمع الذكوري، مطالبا بالمزيد من الإطلاع والتدريب للوصول إلى مستوى أفضل في العروض المستقبلية.
“المهرجان الختامي لنوادي المسرح” يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويشارك به هذا العام 27 عرضا مسرحيا من مختلف أقاليم مصر، يستمر عرضها حتى منتصف أكتوبر الحالي، ويصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح بعنوان “البناء الدرامي المغاير في عروض نوادي المسرح نصًا وصورة” يقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.
Discussion about this post