بقلم الشاعرة … فاطمة البلطجي
العروسة …
وفي خزانتها علّقت فستانها الطويل
أبيض اللون مطرّز بسيلانٍ على الدانتيل٠
وعلّقت فوقه طرحة من التول وإكليل,
تتأمّله بفرح لوقت طويل, وعينها عنه لا تميل.
وبالسنارة والخيطان الحرير حبكت داير المنديل.
وصنّفت ملابسها هذا للنهار وذاك للمشوار
وجعلت للّيل معطفاً خميل.
مسرورة بجهازها كإن ليس له مثيل لا عند ندى ولا وردة ولا أحد من ذاك الجيل.
غداً عرسها سيُقام في ساحة القرية بعد الأصيل.
سيحضر المدعوّين القريب منهم والدخيل.
على صوت الطبلة والمزامير المترافقة مع
الزغاريد والمواويل.
إحتفالٌ ملكي لأميرة وأمير ليس ببخيل
دبكة و زفّة وخبطة قدم وكف وخلاخيل
على ضوء القناديل.
والضيافة: صُرر حلوى ملفوفة بالمناديل لتبقى للذكرى دليل.
والى بيتها تُزفّ العروس بموكب طويل،
متأبّطة ذراع عريسها الأسمر الجميل.
ذو الشارب الأسود الكثيف والطربوش
الأحمر بشراشيب تزيده تسبيل.
وعضلاته المفتولة كفتوّة أصيل
تبرز من تحت قميص سهل التبكيل.
والبذلة لا تكتمل الا بشروال وشملة
لا تقبل التبديل.
تلصق العجينة على أعلى الباب مع غصن
أخضر كعادة لجلب الرزق الجزيل.
يرفع الطرحة عن الجبين ويطبع عليه
قبلة ستكون مفتاح التقبيل.
وتدخل وتُكسر ورائها جرّة ماء على العتبة تسيل ليكون زواجاً لا رجعة فيه ولا تبديل.
هذا زواج لبناني بسيط جميل كان وسيبقى من التراث الأصيل.
فاطمة البلطجي
لبنان /صيدا
Discussion about this post