ا====== نسيبتي العزيزة ======
حماتي ترى الجار تسألني أين أنثاهُ؟ إن غاب تطلب مني تراه
عجوز تَقولُ لِابِنتِها اضربيه.. ولا ترأفي بالرجال وَصُكّي قَفاه
إذا جاء معتذرا لا تَهابيهِ ابكي وَسُبّي الذي سماهُ.. سُبّي أَباه
شكوتُ إلى الله شرّ حماتي وقلتُ: أعلمها الحب؛ تنسَ سواه..
*********
ومدّت يديها لحسن المقادة قائلة خذ يدي قَدْ وَهَى بَصَرِي
وجئتك قد وهن العظم مني وأمشي كَحَيْرَانَ يَسْري بِلاَ قَمَرِ
وسارت… كأن الطريق على الْجَمْرِ أَوْ هي تمشي عَلى الإِبَرِ
فويلي.. عجوزٌ ووصيتُها تنقص الهدر.. إن حان في ساعة الهذر..
*********
وقلت لها كيف حبك؟ قالت أمازال يأتي العجائز في آخر العُمُرِ..
تحدثني.. كنت أمشي مع صاحباتي بمقهى المدينة والكل يلحق بالأثَرِ
أعود.. كأنّيَ خطّافة وسط سرب حمائم أَخطَأَها حاذِفُ الحجر
فلا رجل يشتهي رفقتي فأعود بحزني كأنّيَ عبد الخفير بِلاَ خَفَرِ..
*********
وناولتها طرف عكازها ومشينا وفي كل خطو أردد هذي يداي
تمالكت نفسي فهذي حماتي تراود في عز صبوتها وتراخت خطاي
أخمّنُ في عرس خطافة ناوشتها القلوب وما صادها غير حماي
فيا ويلتي كيف أقنع عبد الغفير بجدوى غرام أراه وراي
*********
وكررتُ كيف الهوى فاستغربت كيف حبّ؟ أيولد طفلٌ عَلى الكِبَرِ..؟
قلتُ لها انظري السيل يأتي من القطر والماءُ ينبعُ حيناً من الحَجَرِ
فقالت أنا مثل أعجاز نخل على الرمل والعذق أَحسنُ ما كان بالثَّمَرِ
وعاندتُ قلت لها جربي الحب قد يينع الغصن بالسقي والنوء والمطر
*********
وفاجأنا الجار يدنو ليمسكها من يد، فتلوّح عكازها بوقار
وأذبَلَتِ العين حتى استوت لتقول له: مرحبا بك اهلا بداري
لقد كان يسري الهوى والصبابة تحت سقفي وخلف جداري
تقول حبيبي تعال.. خطيبي.. فيا ويح قلبي حماتِيَ تعشقُ جاري
ا====== أ. حمد حاجي..
Discussion about this post