(على جسرِ أيلول)
على جسرِ أيلول
ماذا أختصرُ لكِ وماذا أقول؟
وكيف أُرتبُ لكِ بحراً بحراً
على مقاسِ خصركِ البُحور
عيناي تتجولان في عينيكِ
ويداي تحاوران بموسيقا النبض يديكِ
كغيمتين تلتقيان
تتغلغلان وبعطرينا تستحمّان
تنفضان غبار البُعد
وتختصران المواسم والفصول..
ياعصفورة أيلول وقبّرة القلب
يا أيقونةَ القصائد وريحانة الكُتب
يُرافقُ عطركِ وجعَ النايات
فتتحشرجُ الكلمات والآهات
ترتعشُ الأوراق على غصون أيكِ نبضي
وتصولُ العبارات فيكِ وتجول..
في موسم تساقط شعاراتنا
وكسوة أشجارنا وعوراتنا
أنتِ راسخةٌ وحاضرةٌ
في الرّوح لاتسقطين
في وقت ذبول العنب ويباس التين
تسقين ظمأ السنين في صدري
والحلم الجميل ترطبين
تقشعين غشاوة العين وقذاها
في هذا الزمان الغباري اللعين
كأن أعشاب البحر في مقلتيك نائمةٌ
تتكاثر حانيةً تتشعبُ ولا تزول..
على جسرِ أيلول نعبرُ
والأيام فينا تعدّّ وتكبرُ
ونحنُ نزهرُ بمن نحبُ
كأننا بشبابنا وربيعنا نتسمّرُ
هكذا قال الأقدمون عن سرّهِ
ومن يرفع شراعات بحرهِ
لايخشى من غرقٍ أو يأبى للمجهول..
على جسرِ أيلول
دعيني أنثر الفرح في محجريكِ
دعيني أرسم نجمتين تختبئان مابين هدبيكِ
أحضنك بين ذراعي
وأٌريح رأسكِ على منكبي
وأوقف لساعاتٍ خجولاتٍ
عجلة هذا الزمان العجول..
على جسرِ أيلول
نصلي صلاة الغائبين والحضور
لأجل وطنٍ يُسيجنا
أينما نكون في حزن وفي حبور
يتناثر رماده في شراييننا
يغتال تعبه نشوة سكرنا وأغانينا
تتعالى أصوات شعبه المقهور
ومن أنهار ذهبٍ جُففت أو نُهبت
إلى بلدٍ لايصلح للعيش
كشبه معبدٍ دارسٍ مهجور…
Discussion about this post