أتى أيلول مبلّلاً بدمع العشّاق ….
المتيّمين الغارقين بحبر الآهات ….
هاجر الطّير على أجنحة الحزن ..
مات الشِّعر مُحترقاً بين أفناني العارية ..
وأوراقي الذّابلة .. إصفرّ وجه السّماء …
لم ترحل لتعود يا ايلول …
وخريفك طويل …طويل
يحنّ إلى ربيع لم يأتي…
والحنين كالجنين في أحشائي …
ينمو ويتغذّى من أحرفي النّازفة …
من كلماتي المبتورة …
من أناملي الملتهبة
من قلبي المفطور ….
وقصائدي الممهورة ندب وعزاء
من إصفرار فصولي ….
أيلول حجب الشّمس
ومنعها من السّطوع …
أيلول لا يعرف سوى أغنية حزينة …
ومعزوفته الشجيّة تعانق روحي ….
تنحرني توقظ جروحي …
عدت يا أيلول بلحن الغروب …
وضجيج الضّباب …
أردتُ من الطيور ان تغنّي لحنا آخر …
لكنّك….أيلول …
لا تعزف سوى
موسيقى الموت
فتحضّر التوابيت
في بيت القصيد ..
في أشعار لا تعرف الأفول ….
وتطول …. وتطول ..
وتحملنا نسماته إلى المجهول ..
معك يا ايلول رحلت كل الفصول ..
لكن الشاعر يرحل ولا يموت
إلى روح شاعرنا الكبير كريم العراقي.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
Discussion about this post