عنوان النص/ خلافٌ مع الطبيعة
لستُ أدري إن كنتُ حقًا أخالِفُ شَريعةَ الكون. يُرسِلُ إليَّ اللهُ آلافَ الدَلائِلِ على يَدِ الطَبيعة، في خُيوطِ المطَرِ المُتَسابِقةِ لتَقبيلِ الأرض، في شَرابِ النَبيذِ المُذَهَّبِ المَصبوبِ من الشَمس، في تلك الرياحِ التي تُغوي كلَّ شيءٍ ليَحيدَ عن طَريقه، و تلك الأوراقُ المُتَراقِصةُ بهَوادةٍ على حَلَبةِ الهَواء. كلُّ تلك الأحداث، أراقِبُها عبرَ النافِذة، أراقِبُها في مأموريّةِ الصَمتِ المُطلَق، عَبرَ مُرَبَّعٍ مُلاصِقٍ للجِدار يوَثِّقُ امتِدادَ الأفُق. كلُّ شيءٍ غارِقٌ في هَيَجانٍ مُطلَقٍ إلاي.
أدرَكتُ أنني قارّةٌ مَنبوذةٌ سقَطَت من خَريطةِ كلِّ شيء، خَذروفٌ جامِدٌ وسطَ دَوَرانِ مُحيطه، جُفولٌ شاذٌّ وَسطَ عُنفُوانِ الظَواهرِ الكَونيّة. أنا تلك الصاريةُ التي خانَها الشِراع. أحاوِلُ البَحثَ عن جَنينٍ مُخَصَّبٍ بالشَغَف، عن نواةٍ لتلكَ الذات، عن إبرةِ صُلحٍ تَخيطُ أفكاري المُتَنافِرة، عن طَريقٍ يَشُقُّ بَطنَ الضَباب، أو عن فَسيلةٍ تَنبِتُ بكِفاحٍ من شَرخِ الروح.
ما زال البحثُ مُستَمِرًّا، عن ذلكَ القلَمِ الشَبِقِ و تلك الورَقةِ البَغي.
Discussion about this post