الشاعرة يطو عليوي
رميْتَ بطريقي ،
موْجاً من الشِّباكِ …
ثم .. أوْهمْتني ،
أنّكَ الأملُ الآتي …
أنّكَ الإنسانُ ،
بِطُهر الملاكِ ..
ابتساماتك َ،
نظراتكَ ،
تأمُّلاتكَ في تقاسيم وجهي
خدَعْتني .
و خطاباتك المُنَمَّقةُ ،
المُتدفِّقةُ كالسّيْل ،
كلماتُك المغْموسةُ ،
في سواد الحِبْر المغشوش …
أوْهمَتْني .
عبّدتْ أمامي،
طريقا من سرابٍ …
و ما فطِنتُ ،
أنّه جحيم أشواكِ …
أقنعةٌ مبادئك ،
تلك المزيّفة …
كلماتك الرّنّانة بدواخلي ،
تلك ، بالوهم المُغلَّفَة …
حملتْني على بساط الريح ،
حوّلتني إلى ؛
زهرةِ ياسمين ،
تتباهى بعطرها الفوّاحِ …
باقةِ وردٍ ،
تُغري الناظرين ،
تُشفي ما بهم من جراحِ …
و بُلبلٍ مُغرّدٍ ،
يُرقص العاشقين بشدْوِه ،
يُضمّدُ ما بهم من قِراحِ …
بنيْتَ لي ،
من خيالك المريضِ
قصوراً واهيةً من رمالِ …
و جنّاتٍ ،
قُطوفُها حانيةٌ …
و أشجاراً ،
وارفةَ الظِّلال …
و بساطاً ،
على امتداد البصرِ …
يتباهى خضرةً ،
و سواقيَ من ماء زُلالِ …
………………..
………………….
……………………
…………………….
وعدْتَني ؛
حياةً ، تشعّ محبّة ،
تتهادى بالصفاء …
تتوالى فيها ،
الفرحة ،
و الأعراس ،
و الحُبور الوضّاء …
صدّقتُ الخديعة ،
رقصَ القلب مُرحّبا …
ها قد هلّتْ شموس السُّعود …
ها الحياةُ ،
تنشرُ أفراحَها …
راقصةً ،
على امتداد الوجودِ …
ها أنا مع الجموع ،
– كما صوّرتَ لي –
نصدّقُ الوهْم
و أّنّي سأنعم هنيئا مريئا ،
بالحبّ المولودِ …
لكن ، حبْل الخِداعِ قصير .
و الأيام ،
تكشف معادنَ الناس …
تصنّف النبيلَ الخُلق ،
و تكشف المزيّفَ الحقير .
ها الأيام كشفتِ الحقيقةَ ،
و أسقطتِ القناعَ المُهترئَ ،
عرّت سوء نواياكَ …
كشفتْ ما بنفسك ،
من حقدٍ … من بغضٍ …
قلَّ مِثله نظير .
ظلمة الاستبدادِ ،
تعشّش فيك …
و الفكرُ الذّكوريّ الجاهلُ ،
يقودك دونَما تفكير .
لمْ تُحسنْ تمثيل الحبّ ،
سقطتْ أوراقٌ اختبأتَ بها ..
و انكشف منك ،
الفشل ، و سوء التدبير .
ها جدارُ الصمت ،
انْهدَّ .
ها أقنعةُ الزّيف تهاوتْ …
و تعرّى وجه النفاق …
ها مسرحية الحب الكاذب ،
انتهت .
و احترقت بيدك ،
كلُّ الأوراق …
صُدمْتُ فيك يا خادعي
صدمةً ،
هزّتني من الأعماق .
ها النيران اشتعلت بدواخلي ،
تندُب وجعَ الفراق ….
اِنْكسر قلبي
تشتّتَ فكري
ضاق بي صبري
لكنّ الحياة ،
ما توقفت عقاربُها …
بل خلّصتْني ،
من ركام الغبار .
ها أنا أسْتجْمع قواي ،
و أتسلّح للجهاد .
الحياة استمرار …
و ها أنا ،
كأني اللحظةَ ، كان الميلاد …
صُدمتُ فيك ،
نعم .
يا من يبحث عن السلام …!
هل بفكرك هذا ،
هناك وِئام ؟
رميتكَ خلفي ،
و أفتح الآن قلبي ،
للأمن و الأمان …
للأعراسِ …
و فرحة الطّيبين بالأعياد …
دفنتُ الذي مضى ،
و أنتَ منه .
و أحتفلُ اليوم ،
حقيقةً بعيد الازدياد .
Discussion about this post