كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان جلال عبد القادر.. الممثل والكاتب والمخرج المسرحي
الفنان جلال عبد القادر يعد واحدا من الفنانين المهمشين والمظلومين، حيث لم تعط له مساحات في الأعمال الفنية تناسب موهبته الكبيرة، كما أنه غير معروف إعلاميا رغم كونه ممثلا قديرا ومخرجا مسرحيا معروفا، بالإضافة إلى أنه كان يكتب بعض المقالات في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، والجدير بالذكر أنه كان واحدا من الممثلين الذين تحبهم الكاميرا وتميل إليهم حيث كان فنانا صاحب كاريزما، وقادرا على سرقة الكاميرا وجذب الأنظار إليه ولو بنظراته فقط دون أن يتفوه بكلمة واحدة، والغريب أن عددا كبيرا من المشاهدين لا يعرفون اسم هذا الفنان المبدع الموهوب والمظلوم فنيا وإعلاميا.
وكان يمتاز بمظهره المهيب وشخصيته الجادة الوقورة، ولذلك فقد كان المخرجون حريصين على أن يسندوا إليه دور الرجل الأرستقراطي، بالإضافة إلى دور الرجل القوي صاحب النفوذ، وكذلك دور الرجل صاحب الشخصية القيادية المهمة، فكان في معظم أدواره يؤدي ويجسد شخصية الباشا أوالوزير أو المأمور أو مدير السجن أو المحامي أو العمدة، وقد ولد الفنان محمد جلال عبد القادر في يوم 12 ديسمبر سنة 1940 محافظة الشرقية، وهو فنان أكاديمي حيث حصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم إخراج في سنة 1965، وبعد تخرجه تم تعيينه مخرجا بالبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى درجة مخرج أول وفنان قدير، ثم تم تعيينه مديرا للمسرح القومي للطفل، وكانت وفاته في يوم 2 أكتوبر سنة 2018.
وقد عمل الفنان جلال عبد القادر بالتمثيل في السينما والمسرح، ولكنه اهتم بالدراما التليفزيونية أكثر من السينما والمسرح ويعتبر واحدا من الفنانين الذين تواجدوا بكثرة في الدراما الرمضانية، ومن أشهر أدواره بالمسلسلات الشهيرة، دور المتر شفيق في مسلسل “ليالي الحلمية”، والدكتور فؤاد شقيق جلال الألفي في مسلسل “الوجه الآخر”، وحسين سري باشا في الجزء الثاني من مسلسل “الجماعة” وعبد الحميد محامي عائلة الغرباوي في مسلسل “العصيان”، واللواء فواز في مسلسل “للعدالة وجوه كثيرة”، وحسن باشا في مسلسل “رد قلبي”، وحاكم دمياط في مسلسل “سعد اليتيم”، والدكتور حامد في مسلسل “النساء قادمون”، والقبطان المصري في مسلسل “الحفار”.
هذا بالإضافة إلى أدواره في مسلسلات “بوابة الحلواني” و”العائلة والناس” و”إمام الدعاة” و”قضية رأي عام” و”البراري والحامول” و”ضد التيار” و”حلم الجنوبي” و”قاسم أمين” و”لدواعي أمنية” و”أميرة في عابدين” و”أبيض في أبيض” و”كناريا وشركاه” وغيرها، والجدير بالذكر أنه بدأ في ممارسة التمثيل السينمائي متأخرا، وتحديدا أواخر القرن الماضي، حيث شارك بأداء عدة أدوار صغيرة في أفلام سينمائية قليلة، منها “كلام الليل”، و”أولى ثانوي”، و”مذكرات مراهقة”، و”أيام السادات”، و”خالتي فرنسا”، و”سيد العاطفي”، و”نقطة رجوع”، و”بلطية العايمة”، ولكن يعد أداؤه وتجسيده لشخصية المهندس عثمان أحمد عثمان في فيلم “أيام السادات” هو أبرز أعماله على الساحة السينمائية.
وقد ظل المسرح على مدى سنوات طويلة هو المجال المفضل للفنان جلال عبد القادر ومجال إبداعه الأساسي، حيث قضى في العمل به كفنان محترف أكثر من 50 عاما بين العمل بالإخراج والتمثيل المسرحي، فقد قام بإخراج عدة مسرحيات لفرقة المسرح الكوميدي وفرقة المسرح القومي للطفل وفرقة محمد نجم المسرحية، منها مسرحية “لا يا بابا لا” و”نجوم الضهر” وإزي الصحة” و”ليلة مزيكا” و”واد عفريت”، كما شارك بالتمثيل في عدة مسرحيات منها “المفتش العام” مع فرقة المسرح المتنقل و”أولاد دراكولا” مع فرقة نجم المسرحية.
Discussion about this post