كتب/خطاب معوض خطاب
عمر فتحي.. مطرب الشباب الذي رحل في عز الشباب
المطرب عمر فتحي الشهير بلقب مطرب الشباب ما زال حيا وباقيا في أذهان وقلوب محبيه وعشاق أغانيه، وكلما همت سنة بالانصراف واستعد الناس لاستقبال عام جديد تستدعي الذاكرة هذا الفنان الشاب الموهوب المحبوب الذي توفي وهو ما زال في ريعان الشباب، ففي أواخر أيام شهر ديسمبر سنة 1986، وبينما كانت الفنادق والنوادي والملاهي الليلية تستعد لحفلات رأس السنة وبداية العام الجديد، وبينما الناس ينتظرون هذه الحفلات للاستماع إلى مطربهم المفضل الذي يعد أول مطرب يغني على المسرح وهو يرتدي ملابس الشباب _القميص والبنطلون_، ويروا ابتسامته التي اعتادوا عليها، إذا بصحف القاهرة تخرج وعلى صدر صفحاتها خبر أحزن عددا كبيرا من المصريين، وكان هذا الخبر مفاجئا للجميع بقدر ما كان محزنا، حيث نشرت الصحف في هذا اليوم خبر وفاة المطرب عمر فتحي الملقب بمطرب الشباب وصوت المرح.
والمطرب عمر فتحي اسمه الحقيقي هو محمد عبدالمنعم عبدالله جوهر، وقد اكتشفه الشاعر والإذاعي الكبير عمر بطيشة، كما اهتم به وقدمه تليفزيونيا المخرج الإستعراضي فتحي عبدالستار، ولذلك فقد اشتق اسمه الفني من اسميهما وأطلق على نفسه اسم عمر فتحي، وقد عمل مع فرقة المصريين وفرقة رضا للفنون الشعبية، وذاع صيته كصوت شاب صاحب صوت له طابع ولون غنائي خاص به، تميز به عن باقي مطربي جيله، كما كان يتميز بابتسامته الواسعة ولمعة عينيه وهو يغني، وكان مختلفا عن جميع مطربي جيله، وكان أكثرهم شهرة وأسرعهم انتشارا، وكانوا يسمونه الألفة لتميزه وسبقه لهم، كما أن جميع مطربي جيله كانوا يطلبون منه أن يرفع أجره ليرفعوا أجورهم بعده حيث لم يكن أحد منهم يجرؤ أن يرفع أجره قبله.
وقد عمل بالفن مدة لا تتعدى عشر سنوات فقط قدم خلالها 11 ألبوما غنائيا، كما قام بالعمل بالسينما والتليفزيون، ومن أشهر أعماله فيلم “رحلة الشقاء والحب” مع محمود ياسين وشهيرة، ومسلسل “سيدة الفندق” مع يسرا، بالإضافة إلى مسلسل “الليل والقمر” عن قصة حسن ونعيمة مع شريهان، بالإضاقة إلى “سفينة العجائب” و”سيدة الفندق”، ومن أشهر أغانيه التي صنعت اسمه وشهرته ونجوميته وميزته عن جميع أبناء جيله “على إيدك” و”على فكرة” و”على سهوة” و”على قلبي” و”على شرط” و”على مهلك” و”على إيه” و”ابسط يا عم”، والغريب أنه قد أصيب بالمرض ولم يكن قد أكمل الثلاثين عاما، وحينما أعلن أنه مريض ادعى البعض وقتها أنه يستدر عطف الجمهور بادعاء المرض، وأنه فقط يقلد المطرب عبد الحليم حافظ ليكتسب نجومية زائفة بادعائه ذلك.
والجدير بالذكر أن الفنان عمر فتحي قد مات وهو في ريعان الشباب، حيث ولد في يوم 11 فبراير سنة 1952 وتوفي في يوم 28 ديسمبر سنة 1986، وذلك إثر إصابته بمرض في القلب وضيق في الشريان التاجي، ومما يثير الأسى أن وفاته قد حدثت قبل حلول موعد زفافه بأيام معدودة، والمثير للدهشة ما حكاه أصدقاؤه من أنه قد توفي في شقته بمنطقة المهندسين بسبب انفعاله لأن الشغالة التي تعمل لديه قد قامت بسرقته، فزاد عليه المرض وأصيب بشلل كلي للحظات لم تطل ومات بعدها.
والأكثر إثارة للدهشة ما حكاه بعض أصدقائه من أن الإقامة بهذه الشقة كانت تعد حلما من أحلام عمر فتحي في بداياته، حيث كان يشير لهم ناحية تلك الشقة ويقول لهم: “في يوم من الأيام هاسكن هنا!”، وبالفعل تحقق حلمه الذي حلم به طويلا وسكن الشقة ولكنه لم يهنأ بها طويلا حيث مات داخلها، والغريب أن وفاة المطرب الشاب عمر فتحي قد فتحت أبواب الشهرة لعدد كبير من المطربين الشباب الذين قاموا بإحياء حفلات رأس السنة التي كان متعاقدا عليها قبل وفاته.
Discussion about this post