بقلم الشاعر …مصطفى حناني
وأنت تحاولين تذكر ملامحي
ملمحا
ملمحا
تعيدين تشكيلها رياضيا
من الرقيق إلى الغليظ
توقفي مليا
عند جسر النهر الهادر بالرموز
لا تعبري أحراش صدري
لكي لا تفزع عصافيره
وتصيب جمرات شوق تغريداتها
حقول فلاحي رأسي المشتعل
وللبوم الساكن
أعالي الغابة
أن يهلع
حين يُفيقه
عواء جرموز المغارة فيّ
ولي أن أخاف
من أن يلتهم حملك الوديع..
أتذكر قياس قدك بالتفصيل
أنسى مسافة اللقاء البعيد
حيث السماء
بلا لون
والأرض سعير
بلا ماء
أتذكر كل شيء فيك
وأنساني في آخر رشفة
من قهوة باردة
على برج محطة عبور نحو اللامكان..
وأنت تسحبين شريط مفكرتك القديمة
حاذري
أن يتمزق قلبي إربين
ويصير نصف ليمونة
غزاها نمل اشتياقك لقبلة
على حافة سرير من جريد
أسقطت..وما سمع غيرنا دوي الانفجار
أتذكر وجهة شعرك الغجري
حين يحاول من دون جدوى
قمري تقمص بوصلة البكاء
نداؤك الأصفر
كان وحيدا
كبندقية قناص
في بيت نارها رصاصة واحدة
وأنا كنت جيشا من الفرائس..
لم تكن غابة
تحت الجسر الممنوع عبوره
كان قلبي غربالا
يصفي وجه الرياح من غبار السنين
وكانت أصابعي
جافة كالفاكهة
تشد على نهديك أوتار الأغنيات
فلا تسأليني من أين سالت
كل هذه الحلاوة المعتقة
سائحة بين فخذيك
نفير رموز غادية
لم يكن في النص مجاز يصفني
غير لهفتك
قطرة دم
تعتصرها شفاهك المعضوضة
وذكرى
ملتبسة النعومة من عهد قديم
تملحت في اختلاط خيوطها
كما تتملح
أمعاء الذبيحة على حبل من سديم..
لم يكن
طريقا مُعبّدا بالحجر
كان ممشاي صباغا
يبيض اسوداد خذ الغيم
أتعاب جسدي الذي لم ينطلق بعد
لكي يقول لم أصل
وهو يشير باصبع الاتهام
إلى وجه القتلة المتعدد في عينيك
قوس قزح الموت فوق صدري
تشكله دموع نهر
يجري حول أصابعك
لترسله شهقة واحدة
على وجه الليل الحالك
فتمطر سماؤه بكل الألوان أوجاعا
تتراص كلبنات جدار فوضوي
انتصب عاليا
على قاعدة قلبي الضيق النفس
سقط قلبي!
وظل هو قائما يتنفس…
Mustapha Hannani
مصطفى حناني @ المغرب
Discussion about this post