كرة القدم معشوقةالجماهير
بقلم /رسول هادي / العراق
تعد كرة القدم الرياضة الأولى في العالم، فهي الأشهر وهي الأمتع وهي حاضنة الجماهير، يتجمع لمشاهدتها ومتابعتها -بشغف التشجيع وشغف الانتماء الرياضي- ملايين من الناس الذين حوّلوا كرة القدم من لعبة رياضية بسيطة إلى هوية عالمية وانتماء وكيان، فكانوا هم وحدهم داعمي الكرة الأوائل في العالم، وكانوا هم وحدهم متعة الساحرة المستديرة، وهذا تعبير عن رياضة كرة القدم نابع من أعماق القلب إلى كل عاشق لهذه الساحرة، وإلى كل خالدٍ في أعماق قلبها وذاكرتها لاعبا كانَ أم مدربًا أم مشجعًا. لقد أصبحت كرة القدم انتماء أمميا وحضاريا، وخرجت من كونِها مجرد لعبة رياضية لها بعض الهواة والمتابعين، إلى كونِها لغة التواصل والاجتماع بين الناس على هذا الكوكب، فبعد أنّ مرّت كرة القدم بمراحل كثيرة منذ بداياتها إلى اليوم، أصبحت الآن عنوانا عريضا لتقدم الدول واهتمامها، وأصبحت سببا رئيسا في لفت الأنظار إلى دول لم يكن لها تأثير في أي مجال من مجالات الحياة، غير أنّها صدّرت للعالم لاعبا مهما أو منتخبا منظما استقطب أنظار الناس إلى بلده المهملة في المجالات الأخرى. وقد اختلفت الروايات في أول من اخترع كرة القدم، والقول الراجح أنّ كرة القدم ظهرت لأول مرة في انكلترا، وبدأت هذه الرياضة مشوارها الجماهيري مع اقتراحات فرنسا التي عرضت إقامة بطولة عالمية عام 1930 تضم منتخبات عديدة، يمثّل كل منتخبٍ بلاده في هذه البطولة، ويكون التنافس على لقب كأس العالم لكرة القدم، وقد وافقتِ الدول على اقتراح فرنسا وتمّ إقامة البطولة العالمية لأول مرة في الأورغواي في أمريكا الجنوبية، وقد فازتْ الأورغواي بكاس العالم آنذاك، وبعدها تراجع اهتمام العالم في كرة القدم في فترة الحرب العالمية الثانية، ليعود الاهتمام بعد الحرب، ولتبلغَ كرة القدم هذه الشهرة العظيمة وليخلد أسماء لاعبي الكرة في عقول الناس عقودا وسنوات. ولقد برزت أسماء لاعبين حققوا انجازات عظيمة لبلادهم في كرة القدم، فكانوا وما زالوا يرسخون مبدأ الانتماء بأقدامهم وبعرق جباههم، فقد حفظ العالم اسم اللاعب البرازيلي بيليه الذي أهدى بلاده لقبين في كأس العالم، واللاعب الأرجنتيني مارادونا الذي أهدى بلاده كأس العالم أيضًا، وقد استطاعتْ هذه الأسماء أن تسرق أنظار العالم إلى أعلام بلادها التي لم تكن معروفة للقسم الأكبر من الكوكب، لهذا لم تعدْ كرة القدم مجرّد لعبة، بل أصبحت مهرجانًا عالميا، وأداة حضارية فعالة لجمع البشر وخلق جو مشحون بالرغبة والحماسة والشغف، حول قطعة من الجلد المدور حولتْ اتجاه عيون أغلب الناس على الكوكب إليها، كفتاة حسناء حوراء تسلب الألباب، وتسر الناظرين ٠٠
Discussion about this post