إليكِ وبَعدْ

حسام غانم

قراراتنا في الحب
لا تحتاج لإقرار
نحن المتواطئون مع القدر
الواقفون على ناصية الفرار
من أرواحنا ..من نواحنا
من لسعة الحظ ومن عوالم الأسفار..
كل ما في الأمر أننا
نطعم عصافير الحلم من فتاتنا
نمطر الوقت في قفار لحظاتنا
نملأ جرارنا الفارغة ببروق المسار..
ثم أن اللاشيء يجلب الشيء
وحدكِ أنتِ تشتتين الضوء
تكنسين الفيء
تستنفرين طبول القلب والأوتار
تضحكين فيمتلئ تموز سنابلاً
تغمزين فيسيل العسل من الكوار
فيا بيادر النبض كيف أتيتِ
وكيف إلى عجاف سنيني اهتديتِ
وكيف معك يبدأ ولا ينتهي الحوار..
فسلامٌ عليكِ من حيث جئتِ
ومن حيث متون الفكر امتطيتِ
ومن حيث حررتني من انتظاري
وباحتلالي الجميل اكتفيتِ
ياذات المبسم العذب الذي
يحيط دروبي بالورود والأزرار
الجلنار يتفتح في شفتيك
النهار يطبع قبلاته على وجهك
على ذراعيك ومنكبيكِ
فيهيم الصيف على وجهه
ويلوذ الندى في مجرى عبيرك
وتحت شعرك وفوق خديك
وباقتدار يطرز القلب المواعيد
على مقاس حضنكِ
على غمرك وتطويق خصرك
بكل ما أؤتي من أمل وإصرار..
فهبيني من العمر عمراً يليق بأمطارك
وانذري لي من قرابين الزمان
قرباناً يليق بمزارك
وانثريني بقربك كعطرك
على وسادتك وغطاء سريرك
على ثيابك وملقط شعرك
واجعليني أقرب من رمشك وظلك
أنا خيارك وقرارك
أنا ذوبان الكلمات شوقاً في أنهارك
أنا عصيانك على الخذلان والإنكسار..
بإشارةٍ يأتي الحب أو بإشعار
وبهشاشة قلوبنا
نحتريه..نقتفي إشارته نراعيهِ
نتبعهُ يتبعنا ونسدل عن خوفنا الخمار
بكل مافيه يملؤنا
بكل مافيه يُجمّلنا
وحتى لو قال العائدون منه
شوقٌ وأسباب لوعةٍ
وإبحارٌ خطيرٌ يعاكس التيار ..

ِحسام غانم ١٤/٠٧/٢٠٢٣