الدكتور شديد .. كما لم تعرفه من قبل

الدكتور شديد.. كما لم تعرفه من قبل
دكتور في الفلسفة ولاعب شطرنج دولي ومؤلف وناقد فني
كتب … خطاب معوض خطاب

الدكتور شديد يعد واحدا من أشهر نجوم فرقة “ساعة لقلبك” الإذاعية، وكان دوما يتقمص شخصية الطبيب البيطري دائم النسيان، الذي يذهب إلى المطعم وبعد أن يأكل يقوم بسؤال الجارسون: “ألـَّا قول لي يا خويا، هو أنا أكلت ولَّا لسَّه؟ هو أنا دفعت الحساب ولَّا لسَّه؟!”، وبطريقته الكوميدية المتفردة كان يفجر ضحكات المستمعين، وهو صاحب العديد من الإفيهات والأقوال الخالدة مثل “وماله يا خويا مش عيب”، و”يا رب يا خويا يا رب”، و”ما أروعك” وغيرها.

والدكتور شديد فنان مصري من أصل تركي، واسمه الأصلي هو محمد فرحات عمر، وولد في يوم 12 أغسطس سنة 1931، وكان جده قد وفد إلى مصر مع جيش إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، أما والده فرحات فقد عمل مهندسا للآثار، بينما كانت والدة الدكتور شديد تعمل مدرسة، وهي التي قامت بتربيته بعد وفاة والده، وجعلته يحفظ القرآن الكريم في صغره، ورغم أن الفنان محمد فرحات عمر قد اشتهر كممثل بدور دكتور شديد إلا أنه في الواقع كان دكتورا بالفعل، لكنه لم يكن طبيبا، فالفنان محمد فرحات عمر بعد أن حصل على شهادة البكالوريا حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة فؤاد الأول _القاهرة حاليا_ وعمل مدرسا بالجامعة بعد تخرجه، ثم حصل بعد ذلك على ماجستير في طبيعة القانون العلمي، ثم حصل على دكتوراه في الفلسفة.

وقد سافر الفنان محمد فرحات عمر خلال الفترة من سنة 1968م إلى سنة 1977م إلى لندن، حيث عمل هناك بالقسم العربي للإذاعة البريطانية كناقد ومحلل ومعلق على الأحداث الفنية، ومن المعروف أنه كان يكتب مقالات فنية وسياسية نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية، كما أنه ألف كتابا عن فن المسرح ما زال يدرس في معهد التمثيل حتى الآن، كما أنه كان مسئولا عن كتب الفلسفة في هيئة الكتاب، حيث كان عضوا بلجنة النشر بالهيئة، ومما يذكر أن الفنان محمد فرحات عمر كان عاشقا للعبة الشطرنج التي مارسها بنادي الزمالك، ومَثَّلَ ناديه كما مَثَّلَ مصر في العديد من البطولات، وحصل على العديد من الجوائز في هذه اللعبة، وكان اسمه في قائمة أشهر لاعبي مصر في هذه اللعبة في ذلك الوقت.

والعجيب أنه قد رفض كتابة مذكراته رغم الإغراءات الكثيرة التي تعرض لها وكان يقول لمن يعرض عليه ذلك: ” لا أتاجر بأيام الشقاء والتعب والهناء”، وكانت وفاته في يوم 12 يوليو سنة 1997 عن 66 عاما، حيث لم يشعر بوفاته أحد، ولم يتم تكريمه على مشواره الفني أو الإعلامي أو على مسيرته العلمية سواء في حياته أو بعد وفاته، وقد أفادتني الصديقة الأستاذة ثناء الشامي Thanaa Elshamy بنت الفنان الكبير إبراهيم الشامي رحمه الله أن الفنان محمد فرحات عمر الشهير باسم الدكتور شديد كان متزوجا من السيدة نادية صادق بنت أحمد باشا صادق رئيس البوليس في القصور الملكية قديما، وأنه قد أنجب منها بنتا واحدة هي السيدة أمنية Omnia El Mogi-Shedeed.

*صور الدكتور محمد فرحات عمر الشهير باسم الدكتور شديد بعيدا عن الفن، والصورة العليا على اليمين له أثناء مناقشة رسالة دكتوراه الفلسفة التي نالها، والسفلى على اليسار بصحبة زملائه أثناء قيامهم بمناقشة إحدى الرسالات.

#إعادة_نشر
نشر هذا المقال للمرة الأولى في يوم 30 مايو سنة 2016.