ألمظ … و عبده الحامولي …و قصة حب ابكت المصريين !
افقر و اشهر و اجمل مطربه في مصر تتوفي في سن السادسه والثلاثين
الخديوي إسماعيل باشا كان معجباً بفنها وصوتها النادر و لما توفيت مرَّ جثمانها من ميدان عابدين فأطل من القصر وتذكر عهده معها وهو يترحم عليها …
عبده الحامولي
ولد لأبوين فقيرين، وكان لعبده أخ اكبر منه اختلف مع أبيه، فاتفق عبده مع أخيه على مفارقة الأب إلى القاهرة، فدخلا فقيرين بائسين يبحثان عن عمل يعيشان منه.
وذات يوم يستمع إلى الحامولي المعلم “شعبان” صاحب مقهى بالقرب من حي الأزبكية، فيدرك المعلم أنه يمكن أن يكون مصدر رخاء للمقهى، فأتفق معه على الغناء كل ليلة، وسرعان ما امتلأ المقهى بالزائرين الذين وجدوا في صوت الحامولي سحرا.
خاف المعلم “شعبان” بعد أن اتسعت شهرة الحامولي أن يهرب منه، فقرر أن يضمن بقاءه بتزويجه لابنته، وبدأ يتصرف معه على انه فريسة مأمونة الجانب، وبدا الأب وابنته يتعاملان مع الحامولي تعاملا قاسيا، ظنا منهما أنهما امتلكاه ولم يعد أمامه أي فرصة للفرار.
ولكن الفنان هرب من المقهى ومن المعلم وابنته ولم يعد إليهما، على الرغم أنهما سعيا إليه يعتذران ويعرضان عليه العودة، وأن يكون السيد المطاع في البيت والمقهى، لكن الحامولي لم يكن سعيدا مع المعلم شعبان ولا مع زوجته المفروضة عليه.
أما “ألمظ”
فقد ولدت في الإسكندرية 1860 ورحلت في ريعان شبابها عن عمر 36 عاما في 1896 ، اسمها الحقيقي ” سكينة ” لكن صوتها الذي شبه بالألماظ في الصفا والنقاء كانت سببا في معرفتها باسم “ألمظ” التي كانت أشهر مغنيه مصريه في القرن التاسع عشر .
“من عبده؟ ومن ألمظ؟ ولماذا كان لهما هذا الصوت الجميل والفن البديع؟ الله يعلم أين يضع سره من غير قانون معروف، ولا نظام مألوف،
فعبده فتى من عامة الناس، وأبوه من سواد الناس، لم تعلمه مدرسة ولم يهذبه كتاب، ولم يتلق دروسا في “النوتة” والعود والكمان. ولم يعرف أبوه بفن ولا صوت، ولكن الله منح عبده صوتا رخيما، آية في الجمال، لفت إليه الأنظار.
أما ألمظ فهي فتاة فقيرة يضطرها فقرها أن تشتغل “فاعلة” مونة الجير والتراب في “قصعة” لتناولها للبنائين، ثم تلهمها نفسها وحسها أن تغني للعمال فيسمعوا منها صوتا بديعا يخفف عنائهم ويزيد نشاطهم،
ويشاء القدر أن تسمع صوتها وهي تغني “عالمة” من أكبر عوالم مصر اسمها “الست ساكنة” كانت تقطن حي السيدة سكينة بالقاهرة، فتأخذها وتربيها تربية فنية، فتتفوق “ألمظ” على معلمتها، ويكون منها أكبر “عالمة” أي مطربة وفنانة بلغة ذلك العصر، فسبحان ربي القدير يهب ما يشاء لمن يشاء”.
بدأت القصة بالمنافسة بين الفنانين المغردين، وكان من مظاهر هذا التنافس بعض المداعبات الغنائية، حيث كانت ألمظ تغني أغنية فيرد عليها عبده الحامولي بأغنية أخرى، ومن ذلك أن غنت ألمظ أغنية تقول فيها، وكان كلامها موجها إلى الحامولي:
يالي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل
دا شيء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل
وكان الحامولي يرد على هذه الأغنية بأخرى يقول فيها:
روحي وروحك حبايب
من قبل دا العالم.. والله
شربت المر من بعد التصافي
ومر العمر وما عرفتش أصافي
عداني النوم وأفكاري توافي
عدمت الوصل، يا قلبي عليه
وكان عندما يغني يبكي …. وكان الناس يبكون معه !!!.
عمرو مختار
Discussion about this post