الفنانة عبلة كامل أو “فاطمة كشري”.. نجمة الأداء التلقائي.
كتب/خطاب معوض خطاب
النجمة الكبيرة والفنانة المبدعة عبلة كامل تعد واحدة من الفنانات التي نسعد دوما بمشاهدتهن في الأعمال الدرامية وخاصة الرمضانية، ولعلنا نذكرها حين أطلت علينا بشخصية عفاف في الجزء الثاني من مسلسل “الشهد والدموع”، ومن بعدها أطلت علينا متقمصة شخصيات محبوبة في عدد من أشهر الأعمال الدرامية الرمضانية، فشاهدناها في شخصية رقية البدري في “ليالي الحلمية” وتقى في “ضمير أبلة حكمت” وشكران في “هوانم جاردن سيتي” ونصرة في “سلسال الدم”، بالإضافة إلى شخصيتها الشهيرة فاطمة كشري في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” التي تعد بمثابة أيقونة الشخصيات النسائية في الدراما التليفزيونية.
والحقيقة أن دورها في هذا المسلسل قد نقلها نقلة كبيرة وجعلها واحدة من نجمات الصف الأول في التليفزيون المصري، والعجيب أنها قد جسدت فيه شخصية الأم لشاب وأربع شابات وعمرها في ذلك الوقت 36 سنة فقط، وهي بذلك تعد واحدة من الفنانات القليلات اللاتي قمن بأداء أدوار أكبر من عمرها الحقيقي، كما شاركت في مسلسلات رمضانية أخرى شهيرة منها “المال والبنون” و”دموع صاحبة الجلالة” و”هارون الرشيد” و”امرأة من زمن الحب” و”حديث الصباح والمساء” و”ريا وسكينة” و”العندليب” و”حق مشروع” و”هيما”.
وهي تمتاز بأنها ممثلة تلقائية ولا تفتعل الأداء التمثيلي، بل هي واحدة من القليلات اللاتي يظهرن على طبيعتهن أمام الكاميرات، كما أنها تتمتع بموهبة كبيرة وملامح مصرية أصيلة مغلفة بالخجل والهدوء، مما جعلها تدخل قلوب محبيها من الباب الواسع، وقد أبدعت وأجادت تجسيد الشخصيات العشوائية والمهمشة بصورة مذهلة بقدر إجادتها تجسيد الشخصيات الراقية، وتتفرد بين زميلاتها الممثلات بكونها لا تستعمل الماكياج الصارخ، وتقلل كثيرا من استعمال أدوات التجميل، كما أنها ليست من صاحبات الأظافر الطويلة مختلفة الألوان، فهي فنانة غير متكلفة بطبيعتها وتمتاز بالبساطة والتواضع، وهي كممثلة لا تعتمد في أدائها على جمالها ولا على أسلوب الأداء المسرحي الانفعالي أو الافتعالي، كما أنها ليست من هواة الظهور في الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها.
والفنانة عبلة كامل نجمة كسرت جميع القوالب المتعارف عليها في نجومية الفنانات، فهي نجمة بأدائها وموهبتها وليس بأي شيء آخر، وهي من مواليد قرية نكلا العنب مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة في يوم 17 سبتمبر في سنة 1960، وحاصلة على ليسانس الآداب قسم مكتبات سنة 1984، وعملت في بداياتها الفنية مع أكبر المخرجين المصريين، مثل يوسف شاهين في فيلم “الوداع يا بونابرت” وبشير الديك في فيلم “الطوفان” ورأفت الميهي في فيلم “للحب قصة أخيرة”، ومع محمد صبحي في مسرحية “وجهة نظر”، ومع إسماعيل عبد الحافظ في مسلسلي “الشهد والدموع” و”ليالي الحلمية”.
وهي بدأت مسيرتها الفنية بمشاهد معدودة ثم أصبحت واحدة من نجمات الشباك القليلات في مصر ولو نظرنا لمسيرة الفنانة عبلة كامل السينمائية فسوف مجد أنها قد جاءت من الصفوف الخلفية، وسرعان ما تقدمت الجميع، وذلك بفضل موهبتها الفنية الجبارة وأدائها الرهيب، وهي واحدة من النجمات القليلات القادرات على أداء مختلف الأنماط والشخصيات، فلو شاهدناها مثلا في أفلام “سيداتي آنساتي” و”سواق الهانم” و”هيستريا” فسوف نجد أنها مقنعة جدا في أدوارها رغم تعدد أدوارها وتباينها.
ووصلت الفنانة عبلة كامل بعد ذلك إلى مرحلة أفلام “سيد العاطفي” و”اللمبي” و”عودة الندلة” و”كلم ماما” وهي المرحلة التي جسدت فيها الأدوار الكوميدية الصارخة، ولو تمعنا في أدوارها هذه الأفلام سوف نجد أنها قد أصبحت المعادل النسائي لشخصية “اللمبي” واستطاعت إثبات وجودها، وتصدرت شباك التذاكر وحققت أعلى الإيرادات، وأصبحت نجمة سينمائية من طراز مختلف، فهي لا تعتمد على أنوثتها أو جمالها، بل ظهرت وهي ترتدي في معظم أعمالها ملابس المرأة الشعبية المصرية العادية، وعلى صعيد حياتها الشخصية ارتبطت الفنانة عبلة كامل بالزواج من الفنان أحمد كمال وأنجبت منه ابنتين توأم ولكنهما انفصلا ووقع الطلاق بينهما، ثم بعد ذلك بسنوات طويلة ارتبطت الفنانة عبلة كامل بالزواج من الفنان محمود الجندي ولكن زواجهما لم يطل وانتهى أيضا بالطلاق قبل مرور سنتين عليه، والجدير بالذكر أنها قد ابتعدت منذ سنوات قليلة عن العمل بالفن وسط أخبار وأنباء متصاربة عن اعتزالها العمل بالتمثيل.
Discussion about this post