« الجَسَدُ حِكَايَةُ التَّكوِين » بقلم ميشال سعادة

ميشال سعاده

المشهد العاشر

الجَسَدُ /

حِكَايَةُ التَّكوِين

( تابع )

1

يا امرَأَة !

كُلَّمَا التَقَينِا غَابَ وَجهُ القَمَرْ

كُلَّمَا نَاجَيتُ دِفءَ شَمسِكِ

غَامَتْ شُمُوسٌ ..

سَأَلتِنِي مِرَارًا

عَن سِرِّ هَذَا الحُبِّ بَينَنَا

يَحكِي لكِ مَوجُ البِحَارِ

ما في العُمقِ مِن شُذُورْ

صَدِّقِينِي –

هُنَاك حُورِيِّةٌ

أَظُنُّهَا تَبُوحُ بَعضَ ما التَبَسَ عَلَينَا

تُوَشوِشُ النَّوَارِسَ

تَسرُدُ حَكايَانَا وَالخَفَايَا

تُقَلِّدُ شَهرَزَادَ

تُضَلِّلُ شَهرَيَارْ

تَقُولُ –

ما زَالَا عَاشِقَيْنِ فِي أَوَّلِ الدَّربِ

وَلَن تَنتَهِيَ الدُّرُوبُ ..

يَدَاكِ .. يَدَاكِ !

لو تَعلَمِينَ

تَجِيئَانِ دُونَ استِئذَانٍ

عَارِيَتَانِ يَدَاكِ كَصَمتِ الشَّجَرِ العَارِي

لا خَفَرٌ

لا حَيَاءٌ

وَعدَانِ يَدَاكِ

تَتَوَغَّلانِ فِي دِفءِ غَابَاتِيَ وَالأدغَالْ

تَرتَعِدُ مَفَاصِلِي .. تَرتَعِشُ

أَنفَاسُ أَغصَانِي

تَستَفِيقُ مِن سُبَاتِهَا أَبجَدِيَّةُ العَصَافِيرِ

أَحلَامًا تَطِيرُ تُعَاشِرُ شَمسًا عِندَ الغُرُوبِ

تُؤَاخِي ضِيَاءً عِندِ الشُّرُوقِ ..

يَدَاكِ فَجرَانِ يَنفَجِرَانِ

يَنفَرِجَانِ –

فَجرٌ رَجَوتُهُ يُوَاكِبُ مَوَاسِمَ أيَّامِنَا

فَجرٌ تَقطِفِينَهُ سِرًّا فِي سَلَّةِ الهُيَامِ

لعَاشِقٍ مَجَّدَ فِي رِضَاكِ

شَرَرَالبُرُوقِ !

ميشال سعادة

مِن ديوَان

[تَقَاسِيمُ على أوتارِ الجَسَدِ ]