وسام محمد جواد كتب « ستيفن هوكينج»

*بقلم وسام محمد جواد

ستيفن هوكينج

وريث نيوتن الذي وضع نظرية كل شئ لتفسير الكون

****************************************

في كتابه الصادر مؤخرا، يتحدث عالم الفيزياء البلجيكي

” توماس هرتوغ ” عن رفيق دربه عالم الفيزياء البريطاني المعروف عالميا ” ستيفن هوكينج “، الذي توفي عام 2018م،

وعن آخر نظرية لهما حول نشأة الكون والزمن وقوانين الفيزياء.

كان هوكنج يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري ( العصبون الحركي )، لكنه أصبح واحدا من أكثر علماء عصره شهرة، وحظي بإحترام واسع على المستوى المهني والإنساني.

….. لكن ربما كانت ” نظرية كل شئ “، التي ترجح أن الكون يتطور وفقا لقوانين محددة، هي أكثر ما جذب أنظار العالم إليه.

***

عندما دخل الباحث البلجيكي الشاب هيرتوج للمرة الأولى مكتب هوكينج قبل 25 عاما، سرعان ما نشأ بينهما إنسجام فوري وكان لقاؤهما هذا بداية تعاون طويل في شأن نشأة الكون.

*****

وقال هوكينغ : ” إن هذه القوانين يمكن أن تقدم أجوبة للأسئلة المتعلقة بنشوء الكون وإلى أين يتجه وهل له نهاية، وكيف سينتهي؟ وإذا وجدنا الإجابات لهذه الأسئلة سيصبح لدينا تصور عن عقل الإله “.

********************

عام 1998م في جامعة كامبريدج، إستدعي هوكنغ الذي كان قد أصبح مشهورا عالميا هيرتوج ليصبح أحد طلاب الدكتوراه لديه.

****

ولد ستيفن إدوارد هوكينغ في أكسفورد في 8 يناير عام 1942م، وتوفي في 14 مارس 2018م في كامبريدج.

وكان والده أخصائي الأحياء المتقاعد، قد إنتقل مع زوجته، وكانت سكرتيرة للبحوث الطبية، للإقامة في أكسفورد هربا من العاصمة البريطانية لندن التي كانت تتعرض للغارات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية.

****************************

يروي هيرتوج الذي بات اليوم أستاذا في الجامعة الكاثوليكية في لوفان : ” نشأ إنسجام بيننا “، وهذا الإنسجام لم ينقطع إطلاقا بعد ذلك مع أن عالم الكونيات البارز الذي هو مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري فقد القدرة على الكلام.

*****

ترعرع هوكينغ في سانت أليانز، وكان الإبن الأكبر بين 4 أشقاء.

*****

عمل هوكينغ وهيرتوغ معا بشكل وثيق مدى عشرين عاما وبلورا رؤية جديدة غيرت الطريقة التي ينظر بها العلم إلى الكون.

*****

حين كان في سن المراهقة، احب ركوب الخيل والتجديف.

ولم يكن مستغربا شغفه المبكر بالعلوم نظرا لإهتمامات والديه العلمية، وقد إنجذب كطالب إلى الفيزياء والرياضيات لأنه كان يعتقد أنهما يقدمان أهم الأفكار حول العالم… لكن لم يكن هناك شئ يميزه عن زملائه في الفصل الدراسي أو بعد ذلك عن زملائه في أكسفورد.

إلتحق بجامعة أكسفورد لدراسة العلوم الطبيعية في عام 1959م، وفي عام 1962م حصل هوكينغ على درجة أكاديمية في الفيزياء من أكسفورد، ثم إنتقل إلى كامبريدج لإكمال دراسته في علم الكونيات ( الكوزمولوجيا ).

***************************************

يتناول هيرتوغ النظرية بكاملها في كتابه ” أصل الزمن ” الذي نشر في ربيع 2023م في المملكة المتحدة وفرنسا.

************************************* **

في عام 1965م توسع عالمه الخاص عندما طلب الزواج من جين وايلد وهي أيضا من سانت أليانز، وكانت طالبة جامعية تدرس اللغات الحديثة، وقد التقت هوكينغ في حفل رأس السنة.

لكنه شخص بالإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري أثناء دراسته في جامعة كامبريدج، وهكذا أصبح مشلولا بشكل شبه كلي.

يذكر أن العصب الحركي ( مرض العصبون الحركي ) هو مجموعة من الأمراض التنكسية التي يميزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ وفي الحبل الشوكي وفي المسالك المسئولة عن إنتقال الإشارات العصبية بينهما.

*****************************************

في مقابلة مع وكالة فرانس برس، يتحدث المؤلف عن تعاونه مع معلمه وصديقه، ويخبر كيف شعر هوكينغ في نهاية المطاف بأن كتابه ” تاريخ موجز للزمن ” الذي بيعت منه أكثر من عشرة ملايين نسخة، كتب على أساس ” وجهة نظر خاطئة ” .

ما لبث أن أثار هوكينغ مع هيرتوغ المسألة التي كانت تشغل باله، فقال له بواسطة جهاز الكلام الذي كان يستخدمه للتحدث بما يشبه صوت الروبوت ” يبدو أن الكون الذي نراقبه يتبع تصميما ما ” ويشرح هيرتوغ أن ” قوانين الفيزياء مثالية لجعل الكون صالحا للسكن على ما إتضح “.

وتمتد سلسلة الظروف المواتية للعيش من التوازن الدقيق الذي يتيح للذات تكوين الجزيئات اللازمة للكيمياء، إلى توسع الكون نفسه مما يسمح بظهور بني شاسعة، على غرار المجرات.

*******بقلم وسام محمد جواد