مَحطّةـ
نبيلة الوزاني
دَعِي العيدَ
يَدخلُ منَ الشُّرفاتِ
أيّتُها السَّماءُ
لِكيْ تَرقُصَ السَّتائرُ ..
كيفَ يَجيءُ العِيدُ
و هَذا الوافِدُ حَزينٌ
يَحمِلُ
هُمومَ العَابرِينَ لِلْحَياةِ ..؟
يَقولُ :
لَيسَ لي إلَّا أنْ أَجِيءَ
فِي مَحطَّةِ العُبورِ
لِأَمْلَأَ الحَقائبَ حَلْوَى وَزَغارِيدَ
ياطِفلةَ البَنَفْسَجِ
أَنا العِيدُ ..
–
كَيفَ يَجيءُ العيدُ
الفُرنُ نَسِيَهُ طَعمُ الكَعكِ
ثَوْبِي عَلِقَ في فَمِ المِقَصِّ
والهَدايَا أَضاعَها البَريدُ ..؟
دُمْيَتِي شَاختْ
وَعدتِني باثنَتيْنِ
حِينَ يَنضُجُ القمحُ وتُنجِبُ السَّنابلُ
هَلْ نَسيتِ يا أُمِّي ؟!
سَتقُولينَ :
كَبُرتِ !
كَبُرتُ وطِفلةٌ دَاخلِي
لَمْ تَكْبُرْ
تَنتظِرُ الهَديَّةَ
لِتكْبُرَ ..
كَمْ مِن عيدٍ جاءَ
ونحْنُ نَحلُمُ بِحَكاياهُ
كمْ مِن عِيدٍ ذَهَبَ
ونَحنُ نَخْتبِئُ كَحقِيقةٍ
مَسرُوقَةٍ ..
–
كيفَ يَجيءُ العِيدُ
وَسِيرةُ البَالُوناتِ
رَحلَتْ دُونَ أَلْوانِها
والتَّفاصيلُ لَمْ تَبْلُغْ سِنَّ الرُّشدِ
وأَبْوابُ قَلْبِنا مَكسورَةٌ
فَمنَْ سَيسْرِقُ مَفاتيحَ الحُلمِ
مِنْ جَيبِ اللَّيلِ
كَيْ يُصَلِّيَ الصَّباحُ
مِن جَديدٍ
علَى كَفِّ أُمِّي
مَن يَذبَحُ الحُزنَ
و يُعيدُ لِلشِّفاهِ ضَحكَةَ الأَطفالْ ..؟
–
كَيْفَ يَجيءُ العِيدُ
لا غَيمةَ تَغسِلُ
وَجْهَ طِفلٍ شارِدٍ عنْ دَمْعتِهِ
والرَّصيفُ حُضنٌ أَخِيرٌ لِأَحلامِ البُؤساءِ
ترِتطِمُ على جِدارِ الزَّمنِ
فَمَنْ يُرمِّمُ مَنْ
الجِدارُ أَمِ الكُسورُ ؟
–
أيُّها العيدُ
الحاضرُ في الغيابِ
الغائِبُ في الحُضورِ
المُرتَقَبُ بينَ البُعدِ والقُربِ
لا أَحدَ يُطَرِّزُ الحِنّاءَ وَردةً
في رَاحةِ الغُربةِ
هَل سَتثْبُتُ النُّبوءَةُ
وتبْتسمُ مِن عَينِ إِبرَةٍ
أَمْ سَتبْتسِمُ
عَباءةُ أبِي بِهداياكَ…؟
،،،
نبيلة الوزاني / #المغرب
Discussion about this post