تشققاتُ أصابعي
حيدر الغراس
١
المرأةُ التي لا أعرف
تقول :
لك أصابعٌ غير أصابعَ الذين عرفتُهم،
كيف دربتْها تلعبُ بخفةٍ بشفراتِ المقصِّ..؟
تدوزنُ الزكرشاتِ كنوتاتِ عازفٍ ماهرٍ
تنزلقُ بتؤدةٍ على أعناقِ الفراشاتِ دون الأحتراقِ بالضوءِ
لا ألومُها
لم تدركْ كم هي علبُ (الفازلين) التي أنفقتُها ثمناً لذلك..!
…… ٢
المرأة التي أعرف
تقول:
اشكُّ بأمرِ أصابعَك، هل هي حقاً عشرة؟
كيف لها ان تمتصَّ عصارةَ(Batnosam) دفعةً واحدةً
دون أن تتركَ اثراً على الشراشفَ
لعلَّها تدركُ كم هي رغبتي بأن لي أصابعَ تتوهُ بالعدِّ بين طياتِ الثيابِ
تمتهنُ العنادَ، كالقابضِ على جمرةٍ
وأن كلَّفها الأمرُ طباعةَ كتابٍ لدى دار نشر تأخذُ من مانشيت الكذبِ معرَّفٌ لها..!
٣
لاشأن لي بكلِّ ذلك،
طلَّقتُ الكتابةَ منذ أن شطرَ المقصَّ صدرَ عجيزتي ليعلِّمني دروسَ الوقوف دون الأستعانةِ بوحدةِ القياسِ..!
أسفي كان طلاقاً رجعياً بأثرِ حروفِ العلَّة وبنفقةِ واو الجمعِ وبتدليسِ تاءٍ مؤنثةٍ تظنُّ الحبرَ أصباغاً مزخرشةً على قطعةِ قماشٍ محليِّ الصنعِ
انا هنا غير الذي هناك لا وشائجَ بين الحالين
كيف ياتُرى؟
لأصابعَ الكتابةِ أبرٌ غيرُ مرئيةٍ توخزُ أحياناً، وأحياناً ترتكسُ بين جنباتِ النصِّ كالتي ضاعت في كومةِ القشِّ..
اما الأصابعُ التي تشققتْ من فرطِ احتكاكِ الشفراتِ لا تفقهُ شيئاً من علمِ العروضِ وأن كانت تؤدي الفروضَ بوضوءٍ مُجزٍ
لكن ثمةَ شبهٍ بين النصوصِ القصيرة و بقايا الأقمشةِ
كلاهما لا يغطيان تشققاتِ الأصابعَ
٤
ليس للحبرِ رائحةٌ رغم ادعائي أن الكتابةَ المعطرةَ هي احتراق تكلساتٍ في دمع غزالةٍ لم تسلمْ من وخزِ الفوارزَ
لكن للأقمشةِ رائحةً (زفرةً) غير التي نشتمُّها من إبط(جرذان حقول الكلمات) فأدعي أنها بقايا عوالقَ البحرِ
ربما لهذا الملحِ ان ينموَ على أصابعي وبسرعة جنونية بعيداً عن(تفخيذ) أهل اللغة
٥
حين ردمتُ آخر شقٍّ طوليٍّ بين سلاميات أصابعي لم أستعن بمخرزٍ بلاتيني ،
عصارةُ المرهمِ الطبي أخذت دور البديلِ..!
حيدر الغراس / العراق
Discussion about this post