عبد الرحيم ناصف
” حتى و نحن نحمل أشلاءنا و نمضي
لم نكن متلهفين للعودة..
هكذا صرنا أغنية بين خيانتين
حجر يحمل الأسماء التي لم تكن لنا..
و رحيل خان الحكايات التي كانت لنا.
.
وحدها أحذية ضالعة في الواقعية
كانت تبتسم في وجهنا.
كانت أكثر واقعية من نهود أمهات لم نتقن رسمها
حتى في طاولات المدرسة.
.
كنا صورا بالأبيض و الأسود. لا حكايات فارة كانت تسيل بينهما..
كنا لحظة خارج الألوان الطبيعية
و لوحة لم يكتمل الكلام فيها
هكذا كرهنا فرشاة الرسم دون أن نسأل
لم يرسم العابرون حكاياتنا البيضاء و السوداء
بألوان لم تكن تنام معنا؟
.
كنا أيضا غبارا لا كلام له
عالقا بزجاج نوافذ تدعي العالم
يتفرج على طفولاته
ترتدي صفوفها العسكرية
و تخفي الجراح التي تسيل من أصابع قدميها
كان البرد يأكل أقدامه
و كان مجرد غبار عالق بنوافذ تدعي العالم..
غبار لا ألسنة تستسيغ رائحته.
.
نكاية في نوافذ العالم
كنا نخبئ الليل في أفواهنا
و لا ننام
هكذا رأينا حكاياتنا تتسلل من قبور الجدات
و تتسلق النوافذ ؛ترتدي بذلات سوداء و أربطة عنق
و تنام في واجهات من زجاج
دون أن تأخذنا معها
كنا نختبئ في الليل
الذي نخبئه في أفواهنا
الليل الذي مازلنا نحمله فينا
نكاية في نوافذ العالم.
Abderrahim Nasef
عبد الرحيم ناصف / المغرب
Discussion about this post