بَرزَخ
___
تامر أنور /
من هُنا…
يمرُّ الشُّعراءُ بعد أن ينتهوا من أُمسياتِهم
هياكلَ خاوية
بعد أن أفرغوا كل ما بأحشائهم على المِنصّةِ؛
وتركوا الجماهيرَ تُنظِّفُ القاعةَ
٠٠٠
هُنا…
ستمرُّ مُظاهرةٌ لن تعودَ!
ولن يأتي أحدٌ خلفها،
سيمرُّ جائعٌ بعد أن هبطَ بالقصيدةِ
ولم يشبعْ من {فومِها وعدسِها وبصلُها}
– وكُتِبت عليهِ الذِلَّةُ والمَسكَنَة –
سيقفُ رَجُلٌ وَحيدٌ ويصرخُ:
أنا هُناااا
ويهزأُ مِنهُ الصدى!
ستمرُّ سنابِكُ الخيلُ والدباباتُ ورَصاصةٌ طائشةٌ تَثقبُ المدى؛
ونعشٌ فارغٌ لا يجدُ من يحملهُ
٠٠٠
هُنا…
أستطيعُ أن أضعَ القمرَ في البُقعةِ التي أُحبُّ؛
أُرتِّبَ النجومَ بما يليقُ بشاماتِكِ،
ونسترجعُ ما كتبناهُ معًا قبل أن نلتقي؛
نُشاهدُ مُسلسلًا عن حياتينا البائسة
بعد أن يمُرَّ الجميعُ وتذبلَ الزهورُ
على المقابرِ
لن أُخبرَكِ أنّي أُحبُّكِ الآن
لا يزال أمامنا الأبد
لنفعلَ ما نريد…
تامر أنور / مصر
Discussion about this post