رحيم جماعي / تونس
على أحزن ما يرام 4
—————-
(1)
عاشوا غرباء
وماتوا وحيدين
الّذين صَبّوا أعمارهم
في…كؤوسنا.
(2)
عندما فشل الوقت…
في العثور على…
سلاح لقتلي…
إبتكرَ آهات أمّي.
(3)
عاد الطّيّبون…
إلى دواخلِهم
وتركوا العالمَ…
دون قميص.
(4)
كلّ هذا الأنين…
إنّها بلادي الحزينة
تصعد بكامل أتعابِها
على…ظَهرِ قلبي.
(5)
ربّما في حياة أخرى
كنتُ جدارا قديما
لهذا يمرّ بيَ الغرباء
ولا يلقون السّلام.
(6)
القصائد الدّافئات الّتي كتبتُها…
في شتاءات قديمة باردة…
كنتُ أفكّر حينها في الّذين…
غمرتِ الثّلوج أعمارهم.
(7)
رحيم جماعي
طفلٌ شقيٌّ ما…
إنكسر في داخلي
أنا الآن شيخ حزين
أمام بائع الُّلعب.
(8)
سيّدة ما نسيتْ…
موعدي معها
أنا الآن تمثال قديم
أمام عتبة باب.
(9)
قالت ستأتي…
مع أوّل الورد…
فأنفقتُ عمري…
باسطًا…قلبي.
(10)
على مَحْمَلِ الشّرود…
تعثّرتُ بسجين قديم
فسال من دواخلِهِ…
وطن جاحد و…رفاق.
(11)
بعد عُمْرٍ من الخيبات
شيّعت جثمان الأمل
إلى مثواه الأخير
فالأكاذيب أيضا تموت.
(12)
مثل شبّاك قديم
يُطلّ على مقبرة
أَدَنْدِنُ لحنا حزينا
وأُراقبك ترحلين.
(13)
على أرصفة الموانىء…
في انتظار الغائبين
طويلة جدّا…
أعناق الأمّهات.
(14)
حين رحلتْ ربّةُ البيت
قال الجارُ الحكيمُ :
– الآن فقط يُمكنُ…
لِمفتاح البيتِ أن يَصْدَأْ.
(15)
أنا الحنجرة المجروحة
أنا النّغمة الأحزن
الّتي غَصَّ بها…
في وحدته عازف النّاي.
(16)
خمسون عامًا…
تصارعني الحياة
لكنّها لم تَفُزْ إلّا…
بقصائد حزينة.
(17)
تَمُرّين مسرعةً
فيَنضُجُ قلبي
مِقدارَ أعمارٍ…
مِنَ…الحرائق.
(18)
مرّت أزمان عليك
حتّى اهْتَرَأْتَ وأنتَ…
تنتظر عودة الرّاحلين
يا أيّها…الباب.
(19)
كنتُ على…
أسعد ما يرام
حتّى اكتشفتُ…
معنى الوطن.
(20)
أنفض فراشي…
فتنهض شتاءات قديمة
أنفض قلبي…
فلا تسقط الأحزان.
Discussion about this post