جميلة بلطي عطوي / تونس
………. المسافر ………
عندما تحاصرني الوحشة
أشتهي منادمة البوح
في المداد المهووس بالضّياء
أصبّ سلاما معتّقا
أهديه للغيمة العابرة
أوصيها أن تسقي الوردة البريّة
تلك التي تعانق وجع المغتربين
بين الأحياء.
على مشارف الرّغبة
أحضن الورقة ملء الشّغف
أخربش عليها بعض ذهولي
تتمطّى الخطوط كما أفعوان
تخطفني من بؤرة الضّجر
تسرح بي في المداءات العجيبة
أو تغوص في يمّ الأساطير
فتتداخل في عيني المشاهد
موج ، محار ، جمان
وأراني في صخب الهدير
أكرع من اللهفة السّاكنة في الكيان
أمسك بتلابيب البياض
أدفع الخطوط المتشابكة
أبحث عنّي في الخضمّ
والحنين يشحنني
كطائر مهاجر يروم عشّه القديم
يتوق إلى الأمان
في عمق المدى
على ضفاف مدن الماء
ترميني الصّدفة
يا للدّهشة
ووجهي على الأسوار
يبتسم
يغمز بالعينين
أن تعالي يا هاوية القمر
إليك مني باقة نجوم
إليك جلسة في الخلوة المثلى
إليك الرّحلة دون تذاكر
إليك المدى والسّفر
أنت المضيفة والطيّار
وانت المسافر
حقيبته حلم
ونديمه حفنة أشعار .
Discussion about this post