طواحين 39…
——————
بقلم … على غالب الترهوني
تزوج البرغوثي هذا ما حدث فعلا ..لا يعرف احد ولكن نقوده شقت له طريقا في الصحراء.وقد لفت نظري في حقيقة الامر .أنه في الديوان الكبير ثمة وجوه غريبة صورهم غطت نصف الجدار .وجوه عليها مسحت لا تشبهنا نحن سكان الناحية .يرتدون طرابيش مثل الخواجات ..ويدخنون الغليون .ويبتسمون بلا توقف .قالت حنان يوم سألتها في المرة السابقة .ان والدها وجد تلك الصور في حقيبة كانت وديعة عند احد اصدقاء والدها .ثم انتفضت فجأة كأنها اوقعت نفسها في ورطة ..تاكد لي ساعتها ان الغموض الذي يغلف هذه العائلة شيء متفق عليه من الجميع .ولكن لماذا ؟.
لحظات من الانتظار أمام البوابة مرت ثقيلة على صدري .كأنني اشعر بالحرج وأنا اتردد على هذا البيت .كأني بمن يراني يقول ونحن على مانحن عليه من قلت ذات اليد .أننا نطلب الطعام من هؤلاء الناس .ثم اعود واقول امي تذكرني دائمآ أنني اشرف من البرغوثي حتى وان كان يملك ما يملك من مال .والناس بدأت تتجاهل هذه المفاخر وتنظر للرجل بما يملك لا بمن هو .
لا استطيع ان اقول ان الناس تعاف الجلوس معه ولكن هو دائما غير موجود .كان الصبي هو الذي يقوم مقامه في البيت وفي ذات الوقت كان مقبلا على طلب العلم .
التحقت بي امي أخيرا واخذنا طريقنا الى البيت .الاطفال ومن كان في مثل عمري .ينظرون الي نظرات غريبه .خصوصا عندما وصلنا الدوار الرملي اين تقبع دكانة المدني ..كان هناك جمهرة من الاولاد يجلسون على الارض ويلعبون الودع .صرخ احدهم .كيف حالك يا رفيق حنان ؟
امي طلبت ان اتشبث بها وان لا اقيم وزنا لم يقولون .
بعد بضع خطوات قالت في همس .البرغوثي وعائلته ناس طيبين ما تفكرش في كلام الفروخ ….
وصلنا البيت مثقلين رغم ان المسافة ليست كبيرة .لكن الشقاء ونظرات الاخرين كانت هي العذاب بعينه.وقد فكرة فعلا .كيف لي ان اتزوج حنان وقصة والدها اسطورة لا تنتهي .غدا يدرك الناس معنى مايقولون طالما انهم صامتون الان .
في البيت غمرة أمي وجهي بين يديها وراحت تنتحب قائلة.الزمن والظروف هي التي تجبرنا ان نخرج من ذواتنا ونبحث من مخارج اخرى تساعدنا على النسيان .اذا لم يعد اباك من السفر خلال شهر من الان سوف نرحل الى القصيعة . سوف اجد من يساعدني في بناء دارة صغيرة .وسنجدد احلامنا هناك وستجد الف حنان تنتظرك على الهضاب ..وانت تركب فرسك الحمراء تجوب بها قفار لم تطأها اقدام تدنس تربتها .طاهرة مثل ثرى جدك بن همال .ولا يغرنك ما رأيت من حال البرغوثي الذي يملك المال لكنه لا يملك التاريخ .
———————-
بقلم … على غالب الترهوني
Discussion about this post