بقلم دكتور… محمد الدليمي
قراءة سورة الفاتحة : تقرأ سورة الفاتحة آية آية ولا يجوز دمج الآيتين أو ثلاث أو آيات السورة جمعاء متواصلة في القراءة وهذا من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، هكذا فهمنا من رواية ناقر الديك أو الرجل الذي دخل المساجد وصلى وقال الرسول الكريم قم و أعد الصلاة وأعادها وقال له مرة أخرى قم وأعد الصلاة وأعادها ، فذلك يدل على سرعة المصلي في أركان الصلاة وهذا ما لا يجوز في الصلاة.
ماعدا الآية الأخيرة صراط الذين أنعمت عليهم …..فاصل….. غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وأركان الصلاة: التكبيرة، والقيام، والركوع ، والسجود ، فلابد من التأني في القراءة وخصوصا سورة الفاتحة العظيمة لأنها كلمات وليست ألفاظ فهي تجمع القرآن الكريم كله. ومن بعد ذلك التسابيح فلابد من فاصلة بين تسبيحة واخرى .
رحمة من الله لجميع من يقرأ المنشور أن يعلمها لمن جهل قراءة سورة الفاتحة . تعتبر سورة الفاتحة ركن في الصلاة فإذا فسد هذا الركن فسدت الصلاة فعلموها ولا تصلوا صلاة ناقر الديك.
استدراكا للمنشور وندعمه باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه اجمعين واقوال العلماء الأفاضل .
من بدع القراء (١) :
١- بعض القراء يجمعون بين أوجه القراءات في آية واحدة وهذه بدعة تخرج القرآن عن معناه ومقصوده وتشتت السامع.
قال ابن الجوزي:
ومنهم من يجمع القراءات فيقول : ملك مالك ملاك وهذا لا يجوز لأنه إخراج للقرآن عن نظمه .( تلبيس إبليس ص١٣١) .
وقال ابن الجزري:
وأما ما أخذ به بعض المتأخرين من أنهم يجمعون كلمة كلمة فبدعة وَحِشَة تخرج القرآن عن مقصوده ومعناه ولا يحصل منه مراد السامع .( منجد القارئين ومرشد الطالبين ص٧٤) .
ولذلك لا ينبغي السكوت عن هذه البدعة ولا إقرارها وخصوصا إذا كانت القراءة في المحافل ومجمع من الناس .
٢- بعض القراء يتفاخرون بوصل الآيات المتعددة بنفس واحد ويتفاخرون بطول النَفَس وليس ذلك من السنة بل هو مخالف للسنة لأن رسول الله كان يقطع قراءته آية آية.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يقطع قراءته يقول:(الحمد لله رب العالمين) ثم يقف (الرحمن الرحيم) ثم يقف وكان يقرؤها ( مالك يوم الدين) . رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقال ابن القيم :
وهذا هو الأفضل الوقوف على رءوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها وذهب بعض القراء إلى تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها واتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم أولى .( زاد المعاد ١/١٢٥) .
وقال الملا علي القاري:
أجمع القراء على أن الوقف على الفواصل وقف حسن ولو تعلقت بما بعدها .( انظر : صفة الصلاة للألباني ١/٢٩٦ – الكتاب الأصل) .
وأذكرهم بحديث : أول ما يُقضى عليه يوم القيامة ثلاثة : منهم : رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار .رواه مسلم ( ٥٠٣٢) .
Discussion about this post