لا تغرّنك المظاهر، فهذا الشخص الذي يبدو بمظهر ولباس المتشردين. ليس سوى البروفيسور «غريغوري بيرلمان»، من أشهر عباقرة العصر و أهمّ علماء الرياضيات المعاصرين، وهو روسي الجنسية من مواليد 1966 ، فاجأ العالم قبل 17 سنة، وهو في الأربعين، عندما تمكن من حل المعضلة الرياضية المعروفة باسم «حدسية بوانكاريه» للعالم الفرنسي بوان كاريه، والتي تعتبر أحد أشهر وأعقد المسائل الرياضية التي استعصت على كل علماء الرياضيات لمدة فاقت القرن ما بين 1904 و2006 وبقيت من دون حلّ، حتى توصّل هذا العبقريّ النّابغة لحلها ونشر شروحه المذهلة لفكّ معضلتها بعد 102 سنة. مما يستوجب تتويجه بوسام فيلدز للعلوم وجائزة الألفية الثالثة، وقيمتها النقدية البالغة «مليون دولار أمريكي» لكنه رفضها، مكتفيا بمرتبه عن تدريس ثلاث ساعات أسبوعيا مقابل مائة دولار في الشهر تقريبًا للكراء بمبيت جماعي والأكل. ورفض كل الجوائز العالميّة التي منحوه إياها معيدًا الشيك كلّ مرّة بالبريد المضمون الوصول، مبرراً ذلك بأنه لم يشعر يوماً بأنه ينتمي إلى هذا العالم المعتوه المليء بالحمقى والمتملقين.. وبأنّه يرفض مليون دولار كجائزة غبيّة عن مجال المفروض أنّه للأذكياء فقط… وقال جملته الشهيرة /…. (….и что мне делать со всеми этими деньгами, что мне не дадут ими жопу подтирать, и найдут повод лечь в психиатрическую больницу.
وترجمتها تقريبا، حسب اجتهاد الكينغ وبلغة مُهذّبة جدًا: (….وماذا أفعل أنا بكلّ هذا المال، أنّهم لن يسمحوا لي بأن أمسح به مؤخرتي، وسيجدونها سببا لايداعى مستشفى المجانين. ليضعوا جائزتهم اذن في ثقوب مؤخراتهم….) …. ومنذ ذلك الوقت وهو يرفض كلّ الجوائز العالميّة بما فيها جائزة نوبل التي يُسميّها Пронзание преимуществ продажи динамита во имя мира ، وترجمتها ( خازوق فوائد بيع الديناميت للسلام)…. وهو شخص مسالم لطيف ألمعيّ، ساخر، ويعشق لعبة الشطرنج رغم أنّه لم يلمع نجمه في هذه اللعبة وحينما سئل عن السبب أجاب: (أنا أخسر مع المحترفين، لأنّ كلّ غايتهم محاصرة الملك والفوز، في حين أنّني أستمتع كلّ الوقت بحماية بيادقي والحصانتين. وتراني أحاول كلّ الوقت ايجاد حلول لأركضهم في صفّ متسلسل، وأنسى أولويات اللعبة…..
Discussion about this post