نورا عواجه
“التين الهبّول” مورد رزق للريفيات وأكلة شعبية سورية لذيذة متوارثة عن الأجداد
مع تراجع الوضع المعيشي لدى الأسر الريفية ، بات الناس يبحثون عن مصدر دخل آخر في ظل قلة الأجور وارتفاع أسعار المواد باستمرار.
هذا ما دفع شهد التي تعمل موظفة إلى امتهان بيع تين الهبول، فقد أصبحت تنتج كميات كبيرة منه بغرض البيع.
وتبين أنها تبيع كميات في المنطقة كما ترسل إلى محافظات عدة أيضاً، ما ساعدها على تحقيق مردودٍ جيدٍ، حيث يصل سعر الكيلو إلى 15 ألف ليرة.
وتقول: “راتبي لا يكفيني لتأمين احتياجات عائلتي وزوجي متوفى من سنوات، فكان لابدّ من إيجاد حلّ وأولادي يساعدوني قدر الإمكان”
وتبيع شهد منتجاتها من المنزل حيث يحضر إليها أبناء المنطقة لشراء احتياجاتهم من تين الهبول أو من يرغب بأخذ هدية لشخص ما.
وتقول: ” أبيع كميات متفرقة في البيت وأجهز طلبات توصية بناء على رغبة البعض من أصناف التين المتنوعة”، وشهد ليست الوحيدة التي امتهنت بيع التين الهبول، بل يوجد العديد من أهالي مصياف وريفها ممن قاموا بذلك.
و«التين الهبّول» أكلة سورية شعبية متوارثة عن الأجداد، يشتهر بها الساحل السوري بشكل عام ومصياف في ريف حماة بشكل خاص، وهي ذات قيمة غذائية عالية وطعم لذيذ.. هي تين مجفف توضع عليه نخالة القمح من الخارج، كما يمكن إضافة بعض المكسّرات إليه حسب الرغبة، وتبدأ صناعته خلال شهري تموز وآب من كل عام كمؤونة للشتاء، ويعود ذلك لشهرة المنطقة بزراعة أشجار التين.
وتقدّم العائلات ذلك النوع من الحلوى للضيوف والزوار إلى جانب الطحينية، والآن مع تدهور الوضع المعيشي أصبحت مصدر دخل لبعض أهالي المناطق الزراعية.
طريقة صناعتها
نختار التين الناضج بعد قطافه ونقوم بفتحه على قطعة قماشية أو صينية لعدة أيام على سطح المنزل تحت أشعة الشمس. وبعد أن يجف يُوضع فوق إناء من الماء ليتبخر “يتهبّل” لمدة نصف ساعة، ويُطحن بعد ذلك، ليتم تشكيل أقراص دائرية أو أقراص مستطيلة الشكل، ويغُطى بطبقة من نخالة القمح (الفريفور أو طحين البرغل الناعم)، مباشرة وهي ساخنة، أو بجوز الهند، ونتركه حتى يبرد تماماً وعندما يجف يتم تخزينه في «مرطبانات».
تين هبّول
تصلح جميع أنواع التين لصناعة ذلك النوع من الحلوى، إذ يتوفّر في المنطقة “التين الغرزي، والرملي، والأحمر، والسماقي”، فبعد أن تنضج الثمار الجيدة من على الشجرة وتقطف وتفرش على قطعة قماشية أو صوانٍ على سطح المنزل تحت أشعة الشمس حتى تجف بشكل شبه تام.
أم هدى، من أهالي مدينة مصياف، 40 عاماً، تشرح كيفية صناعة “التين الهبول” قائلة: في منزلنا 3 شجرات من التين، بعد قطافه أقوم بفتح كل حبة وأنشره تحت أشعة الشمس لأيام إلى أن يجف بشكل متوسط، بحيث يبقى فيه القليل من الليونة، بعد ذلك أضعه داخل البراد”.
وتضيف: “ومن ثم أبخّره فوق إناء من المياه حتى يلين ويصبح طرياً من أجل طحنه، بعد ذلك أشكّله على هيئة كرات مستديرة أو مستطيلة، تُغطى بطبقة من طحين البرغل الناعم أو جوز الهند، وقد يتم حشوه بالجوز أيضاً لمن أراد ذلك، ويقدّم إلى جانب صحن من الطحينية يُغمس بها”.
فوائد التين
يتميّز التين بفوائد صحية جمّة للقلب والعظام والأعصاب والبصر والأمعاء والبشرة، ويعد كنزاً من المعادن والفيتامينات، فهو غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم المهمين لصحة القلب، والكالسيوم المهم لصحة العظام، وفيتامين A المهم لصحة النظر وجمال البشرة وفيتامين B لمهم لصحة الأعصاب، وفيتامين B7 المعروف باسم البيوتين المهم لجمال البشرة والشعر والأظفار، وفق المركز الألماني للتغذية.
ويقي التين من الإمساك ومن ارتفاع ضغظ الدم، كما يخفض الكوليسترول، ويقي من أمراض القلب التاجية وسرطان القولون.
ويحتوي التين على الألياف والكربوهيدرات المسؤولة عن محتواه العالي من الطاقة، كما يحتوي التين المجفّف على نسبة عالية من السكر وهو غني بالسعرات الحرارية، حيث يتركز السكر عند تجفيف الثمار، وقد يزيد التين مستويات سكر الدم على المستوى القصير، وإذا كنت تواجه مشكلة بسكر الدم فيجب الحد من تناول التين المجفف..
Discussion about this post