خواطر الكاتبة والشاعرة
شيماء يوسف
الاصعب مِنْ مَوْتِ شَخْصٌ تُحِبُّه
هُو مَوْت شَخْصٌ كَانَت تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ
جُمْلَة أَخْبِرْنِي بِهَا صَدِيق لَمْ أَفْهَمْهَا مِن الْوَهْلَة الْأَوَّلِيّ
وَلَكِنْ تَغَيَّرَ مَفْهُومَي لَهَا بَعْدَ التَّعَمُّق وَالتَّفْكِير كَثِيرٌ فِيهَا مَعَ مُرُورِ الْوَقْت
عِنْدَمَا نتعود عَلِيّ وُجُود شَخْصٌ مَا بجانبنا يشاركنا الرَّأْي وَالتَّفْكِير ويساعدنا فِي حَمْلِ حقائبنا عَلِيّ مَرّ الزَّمَن
نَتَّكِئ عَلَيْهِ وَلَا يَكْتَمِل قرارنا فِي أَيِّ مَوْضُوعٌ إلَّا بِأَخْذ رَأْيِهِ وَ مُسَاعَدَتَه نَشْعُر بِالْأَمْن بِمُجَرَّد الْإِحْسَاس بِوُجُودِه بجانبنا
وَفِي رَمْشَة عَيْن يَخْتَفِي هَذَا الشَّخْصِ وَيَسْتَرِدّ اللَّه وَدِيعَتِه
ستشعر إنَّك ضَعِيفٌ وَحِيدٌ غَيْرُ قَادِرٍ عَلِيّ اتِّخَاذ أَيْ خَطَؤُهُ أَوْ قَرَارٌ
ستشعر بِالغُرْبَة وَسَط الْجُمُوع ستفتقدة فِي كُلِّ شَيِّ
سَوْف تَبْحَثْ عَنْهُ فِي كُلِّ مَكَان
وَكأًن جُزْءٌ مِنْك قَدْ بَتَر
تتمني أَنْ يَكُونَ الْمَانِع عَنْك أَيْ شَيّ إلَّا مَوْتِه
ستبحث عَن حَتَّي شَبِيهَ لَهُ وَلَكِنْ دُونَ جدوي
ستحزن وَتَبْكِي وَرُبَّمَا تَكْتئب وتنعزل عَنْ الْجَمِيعِ
ثُمّ تجبرك الْحَيَاةِ عَلَيَّ الْعَوْدَة إلَيْهَا ستحاول السَّيْر عَلِيّ نَفْس نَهْجِه وَخَطَّأَه مُتَّبِعًا ارشاداته وَمَا عِلْمُك إيَّاه
سَوْف تتكئ عَلِيّ نَفْسِك وَتَجْتَهِد وَتَخْرُج كُلُّ مَا داخلك مِنْ طَاقَةٍ كَامِنَةٌ
حَتَّي لَا تُضَيِّعَ مَجْهُودِه مَعَك سَتُصْبِح شَبِيهٌ بِهِ
فَأَنْت زَهْرَتُه الْمُثْمِرَة عَلَيَّ هَذِهِ الْأَرْضَ
تَبْحَثُ عَنْ مَوْقِفِ مُشَابِهٌ عشته مَعَه وَكَيْفَ كَانَ تَصَرُّفُهُ لتتصرف مِثْلَه
تتذكرة فِي كُلِّ فَرِح وَكُلّ حُزْن وَكُلّ حَيَّرَه
ستقسم أَنْ تُجْعَلَ كُلَّ مِنْ يقابلك يُدْعَوْا لَه
يُدْعَوْا لِمَن عِلْمُك ودرسك ورباك
فسلاما عَلِيّ رُوحَك الطَّاهِرَة وَتُقْبَل اللَّهُ مِنِّي مَا همست بِهِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لَك مِنْ دَعَوَات
Discussion about this post