نورا عواجه
تجوع البطن والنفس شبعانة .. زينات صدقي لم تجد ايجار منزلها ولم يحضر جنازتها أي فنان !!
في يوم حلمت في منامها ، ان في بيتها مصاحف من الحجم الكبير، وبالصباح ذهبت لشراء نفس المصاحف من حي الازهر، وكان ضيوفها يبدون اعجابهم بالمصاحف فيطلبونها منها فتعطيهم المصاحف في الحال ، ولم يبق لها غير مصحف صغير تقرأ فيه وبعد كل قراءة تكتب ورقة صغيرة فيها رسالة تكتبها لرب العالمين مثل ،”يارب افتحها في وشي .. يارب هات لي شغل” يارب ارجع تاني اشتغل واسدد ديوني” .
وكان من بين الرسايل دي يارب تكرم ولاد اختي نادرة ، يارب تحنن على قلب صاحب البيت وتخليه يصبر على في دفع الايجار المتأخر ” ..يارب ساعدني ووفقني واكرمني في صحتي وابعتلي شغل”
ظلت زينات صدقي 16 سنة في بيتها من غير شغل، ولم تظهر الا في “السراب”، و”بنت اسمها محمود”عام 1975 وكان اعلى اجر تقاضته في ذلك الفيلم فاخءت عن عملها فيه 500جنيه، كما عملت بدون اجر مجاملة للمنتجة لولا صدقي في فيلم “خطيب ماما” .
ورغم الظروف الصعبة ، كان العيد يأتي و الناس كلها تشتري اللحوم للاحتفال بالعيد و كانت زينات ليس في بيتها الا الباذنجان ، فكانت تأكل راضية وسعيدة ، وتغني : راح المال وراس المال وقرايبها يرددوا وراها : ومبسوطين وممنونين .
تقول ابنة اختها بتقول “في حوار مع الاستاذ ايمن الحكيم”: كنت ديما اشوفها بتهزر وتضحك، وعمرها ما بكت قدامنا، مع اني كنت عارفه انها بتبكي، تدخل اوضتها وتقفل على نفسها وتقعد تعيط على حالها من غير ما حد ياخد باله ” .
وتقول ذات مرة قلت لها: ” ياطنط م تروحي نقابة الممثلين ولا مبني التلفزيون وتوريهم وشك عشان يفتكروكي ويشغلوكي، فكانت تحزن وتقول لي: انتى ترضي لي اهين نفسي في العمر ده والمكانة دي، اسم زينات صدقي د انا عملته بدمي واعصابي وعمري ولا يمكن افرط فيه..انا مش ندمانة ولا زعلانة أني عيطت ..الفن كل حاجه وم أخدتش منه حاجه..الناس عارفه تليفوني وعنواني واللي عاوزني يطلبني، إنما انا عمري ما أنزل اتسول دور ولا اقولهم انا اهو!” .
ذات مرة قال لها عبد السلام النابلسي : يا زينات مش معقول كلنا ارتقينا وروحنا الزمالك وجاردن سيتي ومصرالجديدة، وانتى لسه قاعدة في عماد الدين، لازم تشوفي شقة تليق باسمك ، فردت عليه : واجيب منين عشرين جنيه كل شهر إيجار شقة في الزمالك؟! خليني في عماد الدين على قدي..اهي عيشة والسلام” .
ذات مرة و في فيلم شارع الحب ، أحضرت عمود الاكل معها ، وعندما مر عليها عبد الحليم حافظ ، فنادت عليه : اقعد ياحليم كل معايا، ده اكل مسلوق خفيف ع المعده، فقالها: ياماما زينات ياريت كنت اقدر، انا اكلي اهو وطلع من جيبه علبة دوا، فبكت فقبل عبد الحليم راسها وهو يواسيها ، واصرت ان لا تأكل .
كانت زينات صدقي تعطف على كومبارس اسمه ابراهيم فوزي، وذات مره كان على المسرح ووقع على الارض فنقلوه الى المستشفى ..ومات، فتكفلت زينات صدقي بمصاريف جنازته، وكلمت الكتيرين ليحضرون لجنازته، وكلما مرت الجنازة على مقهى تدعو كل من بها وتقول : الميت ده غلبان ينوبكم ثواب تعالوا امشوا وراه .. بعد ذلك ذهبت الى المسرح وتشاجرت مع بديع خيري وسراج منير وعباس فارس، لانهم تكاسلوا عن تشييع الجنازة وقالت لهم: يعني ده لو كان يوسف وهبي ولا محمد عبد الوهاب مش كان زمانكم بتجروا ع الجنازة عشان تطلعوا في الصور؟!!
يمر الزمن وتموت الفنانة و الانسانة زينات صدقي ولا يمشي بجنازتها غير اهلها ……. ادعوا لها بالرحمة ..
Discussion about this post