بقلم الشاعر والأديب
يزيد مجيد العبيدي
بعد الصمت الطويل ..
و عينايا شاردتان بنافذتي المعتمة … داهمني إنعكاس وجهها !
إلتفت سريعا لأرى زاوية غرفتي الفارغة منها ..
عدت نحو صمتي .. و نافذتي .. عدت لإشتياقي المتجذر فيها .. عدت لأخيط روحي الممزقة كقميص بالي .. أقطب أكمامه بإبرة الصبر و خيط الوهن .. عدت للحرف المبعثر على خطاها ..
نعم .. أنا مصاب بها حد التوحد .. و كيف لا و قد أمست عالمي الجميل و عطري المعتق …
كيف لا و هي من هزت كياني و أشعلت بنظرتها بركاني و زعزعت أركاني !
لقد أشهدت روحي يوما أن لا أكتب في سواها .. أكتبها حتى يموت الموت و تحيا بها الحياة .. أن أنزفها من الوريد حبرا على الورق ..
متعلق أنا بها كطفل يتشبث برداء أمه .. مشدود إليها من نبضي حتى خصلات شعرها ..
منذ أن وقعت صريع الهوى ألقت على أسوار قلبي تعويذة مميتة .. لا تفك إلا بشيفرة صوتها ..
قالت “سأبقى هنا” مشيرة بإصبعها نحو الجهة اليسرى من صدري
نعم يا عربية الجمال … ستبقين هنا في المكان الذي أشير نحوه الآن .. هنا حيث تندلع ثورات شعبية و حروب ملحمية .. هنا حيث ترفعين رايات إنتصارك ..
هنيئا لك بقلب ينزف الحرف فيك .. قلب يعشق الموت فيك .. قلب يحيا نبضه بين أسطر و كلمات و حرف يصاغ فيك ..
تمكنت من روحي و سرقتها عن حين غفلة مني .. تمكنت من نبضي و دفئ دمي
مبعثر انا فيك……….
Discussion about this post