بقلم الكاتب الصحفي
أنور الهواري
مشتل الأرز عمل شاق ،
الأقدام تغوص في الطين ،
والماء يطرطش في وجوهنا ،
وحرارة الشمس تكوي أجسادنا ،
والماء تسخن تحت أقدامنا ،
ورغم ذلك كانت البهجة في قلوبنا ،
بص على وجه هذا الطفل تعرف الحقيقة ،
كنا سعداء جداً وكنا نعمل كأننا نلعب في ملاهي ،
هذه أجمل لحظات حياتي ، كانت أيامنا أعياداً لا تنقطع ،
ومنها استمد الإلهام وروح الجمال وجمال الروح ،
هذا الطفل ، كنت مكانه في يوم من الأيام ،
هذا المشهد يجري في دمي وذاكرتي وخاطري ،
ومنه ومن غيره استمد ما في حياتي من رضا وسلام وسكينة وجلد وصبر وقوة في مواجهة محن الأيام وقسوة الليالي ،
لما ضهري يتعبني وأنا جالس أكتب أقول له عيب يا ضهري ،
شد حيلك ، اصلب طولك ، كمل شغلك ، بلاش دلع ، دا أنت كنت زي دلوقت في مشتل الرز زي الأسد لا يهمك حر ولا جوع ولا عطش ولا شقى ولا تعب .
هذه كانت أعظم مدرسة تعلمت فيها واستلهمت منها أنفع ما في الحياة من دروس .
( طبتم ودمتم طيبين ).
Discussion about this post