عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي يروي من الذاكرة مسرح الجمعية 9
متابعة الهام عيسى
نشر عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك ذكريات مسيرة حافلة بالعطاء حيث لمسرح الجمعية 9حيث كتب قائلا:
مسرح الجمعية 9
مرت الحالة المسرحية بجمعية الطائف بثلاث مراحل حتى وصلت لما هي عليه
المرحلة الأولى وهي من عام1982 وحتى عام 1992 وهي مرحلة لجنة الفنون المسرحية وهي مرحلة التأسيس وقدم خلالها ثمان مسرحيات وقادها يحيي اليامي وعثمان الصيني وعبدالعزيز الرشيد وعبدالعزيز الصقعبي
المرحلة الثانية وهي من عام 1992 وحتى عام 2009 وهي مرحلة ورشة العمل المسرحي وقدم خلالها 35 مسرحية وقد قادها فهد ردة الحارثي وأحمد الأحمري وعبدالعزيز عسيري ومساعد الزهراني وسامي الزهراني
المرحلة الثالثة وهي من عام 2009 وحتى الأن وهي مرحلة فرقة مسرح الطائف وقدمت خلالها 21 مسرحية حتى الأن وقادها إبراهيم عسيري وجمعان الذويبي وسامي الزهراني
تجربة فرقة مسرح الطائف تعتبر تجربة فريدة في مسرحنا السعودي من حيث فكرة التأسيس والتكوين ، ومن حيث المنجز المتفرد الذي صنعته ، ومن حيث الاستمرارية والتدفق في العطاء ، ومن حيث نموذج البناء الإداري والمالي ، ومن حيث المشروع الذي قامت عليه والذي جعلها نموذجاً واضحاً للدراسة والتحليل والمحاكاة والتقليد ، ومناقشة المشروع الذي أحدث تغييراً جذرياً في شكل المسرح السعودي ومضمونه انطلاقاً من حالة المشروع التي قام عليها والتي يعتني فيها بالتدريب والتأهيل للكوادر السعودية وصولاً لحالة العرض المسرحي محلياً ، ثم حالة الانطلاقة نحو المهرجانات والعروض في العالم العربي وماتحقق لها فيه من منجزات لم تسجل باسمها فقط ولكن باسم المسرح السعودي
عندما نضج العمل والفكرة والتكوين للورشة ومع تأسيس جمعية المسرحيين كان لابد للورشة أن تنطلق في مساحات فتم الترخيص لفرقة مسرحية بعنوان ( فرقة مسرح الطائف 2009) دخلت الورشة ضمن برامج الفرقة فهي التي تدرب وتؤهل وتجهز لكل الأعمال ومن ثم تنطلق من خلال الفرقة في تنفيذ اعمالها ولابد هنا من الإشادة بدور جمعية الثقافة والفنون بالطائف والتي رعت الورشة والفرقة منذ لحظة الانطلاق ولازالت منذ البدء ، كما أن الورشة والفرقة قدمت للجمعية حراكاً لاينفذ ولاينتهي وقامت بتجهيز المسرح بكافة التفاصيل الفنية وصرفت على ذلك مبالغ كبيرة ، كانت العملية الإدارية للورشة وللفرقة تقوم على مبدأ التشارك وأن كل عضو بها هو شريك في المشروع وداعم له منذ انضمامه وتتم عملية الإدارة من خلال التصويت على ترشيح الأعضاء لمجلس مصغر يتكون من مدير ونائب له وأمانه عامة ومسؤول مالي وتكون مهمتهم التنسيق للاجتماعات والبروفات ومناقشة البرامج والخطط والتنسيق مع الجهات المختلفة لتقديم العروض والدعم وتكوين لجان العمل وتوزيع مهامها
وغالباً مايسبق المجلس الجديد المناقشة حول أسباب ومبرارات الترشيح لمجلس جديد ثم تسجيل الترشيحات الجديدة ثم التصويت
لم يكن الطريق مفروشاً بالورد بل كان مزدحماً بالمعوقات والمشاكل ولنا أن نتصور الحالة المسرحية في بلادنا عند تكوين الورشة كي نعرف المعاناة الكبيرة في تقبل فكرة مثل هذه العمل وماينتج عنه من فعل مغاير لما هو سائد ومعتاد، بعد ترحيب كبير بالفكرة وبأنشطتها دام في حدود العامين بدأت المشاكل وكان أولها مع مسرحي كبير كان يتغنى بالورشة وعرض علينا نصاً لم تقتنع الورشة به فقلب لنا ظهر المجنة وبدأ في محاربة الورشة بكل الطرق المقالات الخطابات للمسؤولين الحديث بالسوء عنا في كل مكان وتسخيف مانعمل واعتباره قفزات في الظلام ووباء عظيم ، ثم تم تحريض إدارة الجمعية علينا ودخلنا في دوامة مشاكل لانهاية لها لرفضها لاستقلاليه الورشة ورغبتها في السيطرة على كل شيء يخص العمل المسرحي ، وحوربنا في لجان التحكيم بشكل منظم جداً سواء من خلال حرمانك من الجوائز بحجة أنك أكبر منها أو من خلال حرمانك ماتستحق واعطائك مالا تستحق وكان الهدف من ذلك إدخالنا في حالة من اليأس والتوقف عن المشاركة في المهرجانات والعروض المحلية ، كما توقف دعم الجمعية لمشاركتنا في المهرجانات الخارجية التي ندعو لها وبات علينا أن نصرف على مشاركاتنا الخارجية التي ندعى لها من جيوبنا الخاصة أو من دعم من بعض المسؤولين ومنهم أمير الطائف السابق فهد بن معمر ، وتشكلت جبهه مضادة لعملنا لانعرف كيف تكونت أو من يقف خلفها خصوصاً وهي تأتي من أشخاص لم نلتق بهم ولم تجمعنا تجربة معهم وماكنا نلتقي بهم حتى كانت تذوب حالة العداء المصنوع لنا والتي تكرست من حكاوي وإشاعات اطلقت علينا ، ثم كانت محاولة فصل العلاقة بين لجنة الفنون المسرحية والورشة والفرقة وبذل من أجلها جهود كبيرة من المركز الرئيسي للجمعية رغم وضوحنا التام في هذه المسألة التي كانت تهب أحياناً وبقوة وتذبل في أحيان أخرى فما تصرف علية الجمعية انتاجاً يسجل باسمها وماتصرف عليه الفرقة يسجل باسمها ، بل أن الأمر متواصل ودائم حتى الأن فعندما يكون هنالك تعميدات لأعمال مسرحية ستكون فرقة الطائف أول من يتم تجاهلها وذلك مكافأة لها على عملها كل هذه السنوات وثبات مشروعها واستمراريته وقس على ذلك الكثير الكثير
تصدينا لكل تلك المشاكل بالحب والإيمان بالمشروع من خلال العمل والعمل والعمل كنا كلما واجهتنا مشكلة تجمعنا حولنا وانغمسنا في عمل جديد ومشروع جديد ، كان العمل يجعلنا ننسى الحالة وننغمس في تفاصيل المشروع الجديد ونترك مالهم لهم ومالنا لنا ، ولذلك منذ بداية المشروع لم نتوقف عن العمل يوماً ، كنا ننتج ونقدم ونعمل وفق مشاريع ممتدة لاتنتهي ولاتتوقف وفي الغد سنتعرف على ماتم إنجازه طوال فترة الورشة والفرقة
Discussion about this post