كيف أقبض على يدكِ؟

كيف أقبض على يدكِ؟

محمد زينو شومان

لا تخرجي عاريةََ كسميراميس من ذاكرتي

إلى الشارع

سُرّاق المتعة يتربصون بالحُور العينْ

في كلّ مكانْ

كحرّاس المباني وكنّاسي الأزقّة

من أين تأتين بخيوطِ العنكبوتْ؟

لتنسجي الشباكَ حولكِ

ثم تخرجين من خرم الإبرهْ؟

كيف أمسك بكِ وأنت تحفرين السراديبَ

في النص كعمّال مناجم الفحم الحجري

وتعلقين كحبة ملحٍ في القصبة الهوائيهْ؟!

علّميني شيئاََ من سحركِ البابليّ

لأقبضَ على يدكِ وأعصرها وأخبّئها في صدري

عن عينيّ ميدوزا

ولا تهتدين إليها…

هذا دأبكِ حين تتعمّدين التمرّدَ والمشاكسهْ

عنيدةٌ أنتِ

تفتلين الحبلَ وتُكثرين من العقدْ

حتى يصبح أعقدَ من ذنبِ الضب

تركضين أمامي من داخل النص إلى خارجه

ومن خارجه إلى داخله كقطار الأنفاقْ

من دائرةٍ إلى أخرى..

من اليد اليمنى إلى اليسرى

وأحياناََ تنسين فتبدئين باليسرى وتضلّين العودةَ

قبل الظهر إلى اليمنى

وتضيعين بعيداََ خلف ظهركْ

تقفزين من فاصلةٍ إلى نقطةٍ قفزاََ عشوائياََ

فتعثر رِجْلكِ بأسلاك صدري

فيحدث الانفجار الكونيّ الأولْ

يحجبك السديمُ عنّي

تختفين كسمكةٍ عالقةٍ في صنّارةْ

تتهاوى المجرّات من بين أناملي

تنفجر مغارة جعيتا من ثقبٍ في النص

أدووووووووخ..

يسحبني مجرى الماءْ

أما من حرذون يقرضني قشّهْ؟

أين فرقُ الإنقاذْ؟

محمد زينو شومان