قبلني في المعبد
أفين إبراهيم
غرف النوم تعج بالكوابيس والرجال الذين أحببتهم أضعف من أن يحتملوا جمال امرأة تدور على كعب قدمها عارية بعد الواحدة صباحا
قبلني في المعبد
لا من حنة أصبغ بها جراحك
المرأة التي كنتها تحولت الى وردة في قميص الوقت
أستطيع أن أفك خرزات عامودك الفقري
أصنع منهم عكازة لطفلة أحلامك البعيدة
أستطيع أيضا أن اُرضعك من ثدي الغروب
أضعك والموت في حمالة صدري الكبير
أمضي للكتابة عن الحرب وأنا سعيدة
فهذا المساء رائع
لا يحتاج لاكثر من صوتك لتغفو الأشجار على ذراع الله راضية
وأنا
أنا العاجزة لا حنة لدي أصبغ بها سكاكين قلبك
مذ اختفى وجه أبي خلف التراب وأنا أنقع أصابعي
كل مساء بدموع البحر
أسقيها صباحا للعصافير لتبدو عملاقة في مخيلة الشعراء والدراويش
لا حنة لدي أنقش بها عروقك النافرة على عنق الفراغ
أنا مثلك عجوز أجلس أمام القصائد
أبكي خساراتي
أبكي بحرقة و أعد فرسان الورق
قبلني في المعبد
دعني أتسلق حليب السماء في حلمتك السمراء
يشتد اسمك على بطني كحصان وحشي لايرحم
أموت بهدوء
بلا ضوء
بلا حتى احتراق
كان من الممكن ان أصنع ساقا رائعة من رضابك لشجرة عرجاء قطعت أوصالها الحرب
لولا ان قلبي يسند رأس الجحيم الآن
يفكر في عدد حبات العرق التي تتدحج بين ساقيك
في الأطفال الذين رماهم الحب لدورات المياه وأبواب الجوامع المغلقة
في الصواعق التي يحدثها قوادو الأدب
في الأضواء التي تتشنج والظلال التي تقتل على ذراع النساء الخالقات
في قلبي الذي يقطع القمر لوحشين
رجل بنكهة الصواب الأحمق
وامرأة من سلالة الشياطين تصعد به نحو الآلهة الزرقاء
تقذف أجنته الخضراء في سرة الشعر
بينما تقرع طبول الحرب في جوفها كولادة قصيدة لا تنتهي
قبلني في المعبد
لست حرة
كل ما أحاول قوله في هذه البقعة الزرقاء ليس سوى صراخ عاجز
لست حرة
لا أستطيع الخروج الى الشارع لأرقص وانا نصف عارية
أرقص لتحتفي بي الأشجار والنجوم والمصابيح المكسورة
يحتفي بي الجمال العاجز عن الكلام
لست حرة
لن أكون
مع ذلك
أستطيع ان أسمع صراخك وأنت تحاول ان تتوهج بضوئك الخاص
ضوئك الذي يسطع على نحو مرعب يجعلني اغمض عينيّ وأقترب
اقترب من النار ولا أحترق
قبلني
قبلني بحق الشياطين في المعبد
غرف النوم تعج بالكوابيس
الرجال الذين أحببتهم أضعف من ان يحتملوا جمال امرأة تدور
على كعب قدمها عارية في الواحدة صباحا
لتتمايل الشموع
ليتغير
يتغير وجه القديس
المعلق منذ الأزل في لوحة حزينة
حزينة جدا في المعبد.
قبلني في المعبد
أفين إبراهيم
Discussion about this post