بقلم … محمد مثقال الخضور
العهدُ
أَن تَرضى البذورُ بِوأْدِها
ثِقةً بديدانِ الترابِ بِأَنَّـها
لنْ تَأْكلَ الأَطفالَ قبل نُـمُوِّهمْ
وخروجهمْ للشمسِ
بالطعمِ الـمُحلَّى في البراعمِ
والغصونِ الناعمةْ
أَن يَـقبلَ الـمنفيُّ
بالنورِ الـمُصادَرِ
خلفَ يومٍ لا يراهُ
لأَنَّهُ
وَعَدَ الـحقيقةَ أَن تظلَّ صديقةً
بـِحُضورِها .. كَـ مُراقبٍ
أَو في الغيابِ .. كَـ ملجأٍ
لـحبيبةٍ نَسيتْ يديْهِ بِشعرِها
وتيمَّمتْ بقصيدةٍ مُغبرَّةٍ
ثم اختفتْ
أَنا في الـحياةِ مُبعثَـرٌ
كَـ عُهودِها
نتبادلُ اللومَ الشديدَ
على الـخيانةِ
أَدَّعي : أَني وَرِثتُ خَرابَـها
وتقولُ : إِني تائهٌ عن كُنهِها
والأَمرُ متروكٌ لـِحُكمِ مسلسلٍ
لـم ينتصرْ فيهِ القُضاةُ لـجائعٍ
والعهدُ
في صمتِ الـحجارةِ
حين أَكذبُ في حديثي
عن كنوزٍ راودتْني تـحتَها
أَو عن طحالبَ خَـبَّأَتني فوقَها
حين التجأْتُ لوحدتي
فَنَمَتْ عليَّ
لكي تُـخبِّئَ دمعةً عزَّزتُـها
والعهدُ عندي مع شرودي
أَن يَـمرَّ الليلُ سِرًّا
أَن يـجيءَ الصبحُ سِرًّا
لا مراسمَ للوداعِ
ولا مراسمَ لِلِّقاءِ
فلا أُراقبُ
موتَ يومٍ أَو ولادةَ آخرٍ
ويصيرُ صعبًا للمرايا
أَن تُراقبَ عُمرَها
ويصيرُ عُمري مُبهَمًا
لا شيءَ يعرفُ
كم دَفنتُ من السنينِ
سوى الـمَلَلْ
بقلم … محمد مثقال الخضور
عهودٌ في الـفراغ
Discussion about this post