بقلم دكتور … عاطف معتمد
أخذت الصورة المرفقة من أسوان، من الضفة الشرقية للنهر، ناظرا تجاه الغرب نحو “أبو الهوا”.
أسوان هي جبل أبو الهوا، و جبل أبو الهوا هو أسوان.
يعتلي “أبو الهوا” البر الغربي للنيل: منحدر شديد من الصخور الرملية المنقور فيه مقابر قديمة من عهد الإنسان الأول وزمن قدماء المصريين.
وفوق كل ذلك قلاع عسكرية استراتيجية توارثتها الحضارات وكان أحدثها تلك التي تعود لألف سنة منذ العصر الفاطمي.
قبل ثلاث سنوات كنت أظن أن هذا هو المكان الوحيد الذي يسمى “أبو الهوا” حتى زرت الشهر الماضي أماكن أخرى جنوب الشلال القديم وعرفت أنهم يطلقون “أبو الهوا” على كل قبة أو مقام أو ضريح أو حصن معلق هناك أعلى الجبل.
ليس عندي دليل: من سبق الآخر؟ هل جاء الزهاد وسكنوا الأماكن العالية بعد نزول الحراس وانتهاء عصر المراقبة أم اهتدى الحراس بمواقع الزهاد وصعدوا إلى حيث يقتربون من السماء فيرون الأرض كما يراها “الرب” ويراقبون الناس كما تراقبهم “السماء”؟
كلما وقفت هنا لأقرأ مشهد “أبو الهوا” أتذكر الهند.
في الهند تاريخ مشوق عن صوفية المسلمين.
أحد رواد البحث التاريخي في الصوفية باحث هندوسي رفيع المستوى يتتبع العلاقة بين الجغرافيا والدين أسمه يوجيندر سيكند Sikand. Y “. . قرأت أعماله النظرية أولا، لم نتقابل خلال زيارتي للهند في 2005 لكننا التقينا حين جاء هو لزيارة القاهرة في 2008
قدم سيكند في عام 2004 دراسة رائدة عن طريقة صوفية شهيرة في كشمير، ذلك القطاع الحدودي المتنازع عليه بين الهند وباكستان.
عثر سيكند على طريقة صوفية إسلامية فريدة ذات تاريخ طويل تسمى الطريقة “الريشية”.
جاءت “الريشية” إلى كشمير وباكستان من أصل فارسي ولها عدة معان، فهي تعني “جريح” ويقصد بها حالة تلك الروح لدى الزاهد الذي نال منه الحب الإلهي، لأن الريش المنزوع من الجسد علامة إصابة وسهم جارح.
كما تعني أيضا “الجناح” أو ريش الجناح، وتشير إلى كل من امتلك ريشا وجناحا و “طار ” عن الدنيا متخذا الهوا طريقا والسماء غاية.
وكل ذلك يعني خفة ورشاقة وتحليق في الملكوت .
Discussion about this post