بقلم دكتور… محمد الدليمي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) .
أخي القارئ الإسلام لا يريد منك التعنيف أو الشدة في التغيير وإنما أن تحكم عقلك في التغيير وتغيره بطيب خاطرك .
فأول التغيير هو تنقية النفس ما علق فيها من رجس الشيطان و( الرجس : الكلام الذي لا يرضي الله تعالى بكل اشكاله واصنافه ) فالعمل على تنقية القلب من الدنس هو من الأعمال العظيمة عند الله فلا يمكنك أخي الكريم أن تبني بيتا على أرض غير صالحة للبناء فكذلك الإيمان لا يمكن أن يدخل القلوب وهي مدنسه بعمل الشيطان .
فمن كان قلبه يحمل الشر ورجس الشيطان كان ضعيف الإيمان أو لا إيمان له وإن صام وصلى أو قرأ القرآن وتصدق فكل ذلك لا يغني من الحق شيئا.
فبعد تنقية القلب من رجس الشيطان فعليك بلسانك فلا تغتب ولا تبهت ولا تمشي بالنميمة ولا تسب أحد ولا تسب الله فكلها رجس من عمل الشيطان .
فمن كان لسانه بهذه الصفة فليشهد على نفسه بالنفاق ولا ينسى المنافقين في الدرك الأسفل من النار
ومن ظن أن قلبه يحمل الإيمان…
فلسانه غطاه بالسوء …
فكبت وجوه هؤلاء على النار..
حتى يعلم صاحبة إن ما حصده لسانه كان حقا أن يكب في النار؛ وأن ظن قلبه يعمر بالإيمان .
ومن كانت يده تعمل المنكر فعليه تغييرها وتبديل عملها فكثير من الذين يعملون بالسرقات وهي موروث بالجينات ولا يمكن تغييرها إلا بإرادة الشخص نفسه والاستغفار فكلما جاشت نفسه للسرقة فعليه تقديم الصدقة ويستغفر ربه معها أو يقوم بعمل معروف مساعدة الأخرين ومع ذكر الأستغفار الدائم حتى انقضاء العمل أو دفع الأذى عن الناس بكل اشكاله مع الاستغفار الدائم ، هكذا يرفع الشعور بالسرقة .
كذلك من الناس مجرم قاتل أو ساحر أو مزور أو عاق لوالديه أو … كل اولئك يجب عليهم عندما تحين لهم الفرصة لعمل تلك الفاحشة الانصراف عنها إلى العمل الصالح والإستغفار كما اسلفنا اعلاه .
فالجمع الغفير من المسلمين ظنوا الحديث يتحدث عن تغيير الآخرين ونسوا إنه يتحدث عن الإنسان نفسه . وذلك لنسيانه أمر الدعوة إلى الله لا تأتي بالسيف ولا بالعنف ، ونسوا انفسهم الملطخة بالسيئات إنها لا تنفع لتكون داعية لله نعم هكذا يعلمنا ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين وهنا يجب أن نراعي النص الذي حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان للآخرين فرصة التغيير فما شأن القلب في ذلك ألا يراها اللغوي والباحث في شؤون الدعوة إنها غير مستقيمة ! لماذا رضي بها وادعى انها لتغيير الآخرين ؟ .
ادع جميع الأساتذة اللغويين أن يدرسوا الأيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة دراسة لغوية لاستقامة المعنى قبل الأعلان عن معناها سلم الله الاسلام والمسلمين من الدنس والرجس والله الموفق .
الباحث محمد عبد الكريم الدليمي
Discussion about this post