عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي يروي من الذاكرة مسرح الجمعية6
متابعة الهام عيسى
نشر عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك ذكريات مسيرة حافلة بالعطاء حيث كتب قائلا:
مسرح الجمعية 6
لم يستوعب الأستاذ عثمان أحمد فكرة الورشة وأعترض على فكرتها وتكوينها وكان يبدو أن القاسم المشترك بيننا قد وصل لمداه وخصوصاً بعد خلافنا على طريقة إخراجه لمسرحية شدت القافلة فطلب الانتقال فتحقق له ذلك بنقله لجدة ثم المدينة المنورة ، وبدا أن المجموعة تكبر بعد انضمام مساعد الزهراني وسامي الزهراني وجمعان الذويبي وفاضل الذويبي كل شيء كان جاهزاً للعمل وبدأنا في رسم خطط العمل في الورشة وطرق التنفيذ ، تم التركيز في بداية خطة تنفيذ برامج الورشة على دور الممثل الشريك الذي يتدخل في العمل ويتدخل معه من خلال بناء شخصية الممثل أولاً وترك مساحة كبيرة له للتدخل والتداخل مع العمل مع زيادة جرعات الثقافة المسرحية والتركيز على ثقافة الممثل والارتقاء بهذه الثقافة إلى أقصى الحدود التي نستطيع الوصول إليها وكانت محاولة تثقيف أنفسنا مسرحياً تبدو عملية شاقة. ولكننا تمكنا من جلب أعداد كبيرة من الكتب والنشرات المسرحية من المكتبات ودور النشر محلياً وعربيا ، ثم تواصلنا مع المهرجانات العربية المسرحية من خلال عدد من الأصدقاء والزملاء وحصلنا على جميع نشرات هذه المهرجانات كما كان حالة الاتصال مع تجارب الورش المسرحية كبيراً لاستيعاب الحالة الورشية والاستفادة منها وكان للأشرطة المرئية للعديد من العروض المسرحية الجادة دور كبير في صقل مهنية التدريب المسرح، واتسعت دائرة المعلومات وأصبح حجم التفاعل مع العمل المسرحي يتم حتى قبل تنفيذه
فالجلسات اليومية لنا وفق برنامج منظم جعل المناقشات لا تنتهي حول المسرح تقاربت أفكارناواستفدنا كثير من خبراتنا المختلفة وطورنا الكثير من مهاراتنا المسرحية إذا جاز لنا استخدام هذا التعبير وكان من فوائد تأسيس هذه الورشة أن الاستثمار العملي كان يسير جنبا إلى جنب مع الاستثمار النظري كل يوم مناقشة لكتاب أو لمهارة أو لخبرة ما ، ثم يبدأ التدريب العملي ، وتطوير فكرة الممثل الشريك للعضو الشريك الذي يشارك في كل تفاصيل العمل منذ بداية فكرته وحتى لحظة تقديمه للجمهور
مناقشات مطولة حول النص، مناقشات في تصميم الحركة، الموسيقى، المؤثرات، الديكور، الملابس، الإضاءة. وأصبح لمجموعة شباب الورشة حرفية في هذه المجالات إلى الحد الذي أصبحت الكثير من الفرق المسرحية تستعين بأعضاء الورشة لتنفيذ أو تعديل بعض مستلزمات العمل المسرحي ومن جانب آخر كانت محاولات التجريب في حدود الممكن داخل العمل المسرحي والسعي للوصول لتقنية ما كتابياً أو إخراجياً أو تمثيلاً الخ عناصر العرض ، وكان السؤال الذي يطرح دوماً أين ستكون منطقة تجربتنا في العمل القادم ، وكان التدريب المستمر والاشتغالات الورشية هي طريقنا للوصول إلى تقديم العروض بأشكال مسرحية جديدة من الناحية الفكرية والفنية ، ولتأسيس أكثر متانه جاءت فكرة صندوق الورشة المالي وكان الهدف منه بداية مساعدة الطلاب الذين انضموا للورشة في دراستهم أو تنقلاتهم ثم مساعدة المحتاجين من أعضاء الورشة سواء بالدعم المالي أو الإقراض وكانت بداية التكوين للصندوق تعتمد على خصم نسب معينة من مكافأت العروض وماقد يرد للصندوق من هبات وفعلاً حققت الفكرة مبتغاها وحقق الصندوق دعماً طيباً شارك فيه أمير الطائف سابقاً فهد بن معمر بدعم سخي ولأكثر من مرة وكذلك رئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد الشدي ومن جيبه الخاص وامتدت المساهمات للعديد من رجال الأعمال وكان الصندوق عندما يتعرض لهزة مالية نقوم بدعمه شخصياَ أما بتنازلنا عن المكافأت الخاصة بنا أو بالدعم المباشر وكان الصندوق يوفر للفرقة دعماً مباشراً أثناء سفرنا للعروض داخلياً وخارجياً ، وانتقلنا به لمرحلة جديدة حيث قمنا بتوفير كل مستلزمات المسرح من إضاءة وأجهزة صوت وأرضيات لخشبة المسرح وملابس وبات الصندوق هو المنتج الحقيقي لكافة أعمالنا فإن حصلنا على دعم أعدنا المبالغ المصروفة له وأن لم نحصل لم نضطر لانتظار الدعم ومازال الصندوق يعمل على نفس منهجه منذ ثلاثين عاماً وحتى الأن ، وكان نظام الصرف يعتمد على أمين للصندوق وخمسة أعضاء لإقرار الصرف فإذا اجتمع ثلاثة من الأعضاء أصبح قرار الصرف نافذاً ، وقد تولى أمانة الصندوق محمد بكر رحمه الله ثم جمعان الذويبي ثم أحمد الأحمري ، ومازال الصندوق يقوم بدوره حتى الأن
Discussion about this post