نورا عواجه
حكم تكبيرات عيد الأضحى، من الأمور التي أوضحتها دار الإفتاء المصرية، مبينة أنَّ الأعياد سُنَّةٌ فِطْرِيَّة جُبِلَ الناس على اتخاذها، وعلى هذه السُّنَّة وَجَد النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الأنصارَ في المدينة بعد هجرته إليها يلعبون في يومين، وَرِثُوا اتِّخاذَهُما عِيدًا عن الجاهليَّة، فلم يُنكِرْ أصْلَ الفكرة، وأباح اتخاذ العيد تحصيلًا لمزاياه القومية والاجتماعية والدينية، ولكنه استبدل بيومي الجاهلية يومين آخرين مرتبطين بشعيرتين من أعظم شعائر الإسلام، وهما يوما الفطر والأضحى.
حكم تكبيرات عيد الأضحى
وعن حكم تكبيرات عيد الأضحى، قالت دار الإفتاء إنَّ المراد بالتكبير في تكبيرات العيد هو تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأنَّ التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأنَّ حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئًا من النقص، ولذلك شُرع التكبير في الصلاة؛ لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شُرِع التكبير عند انتهاء الصيام بقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]؛ ومن أجل ذلك مضت السُّنَّة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد، وكان لقول المسلم: (الله أكبر) إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم، وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام، وفق ما جاء في «التحرير والتنوير» (2/ 176، ط. الدار التونسية). (1/ 401، ط. دار الفكر)، و«المجموع» (5/ 31، ط. دار الفكر)، و«كشاف القناع» (2/ 58، ط. دار الكتب العلمية).
وأضافت دار الإفتاء في حكم تكبيرات عيد الأضحى: وأما بالنسبة للختم فعند الحنابلة والقاضي أبي يوسف والعلامة محمد من الحنفية، وفي قول للشافعية والمالكية يكون إلى عصر آخر أيام التشريق، وأما المالكية فإنهم يذهبون في المعتمد إلى أن يختم بالتكبير بصبح آخر أيام التشريق؛ ينظر: «الدر المختار» (2/ 180، ط. دار الفكر)، و«المجموع» (5/ 34)، و«شرح منتهى الإرادات» (1/ 329، ط. عالم الكتب).
التكبير في عيد الأضىحى
واختتمت دار الإفتاء: «بناءً على ذلك، فالتكبير سُنَّة عند جمهور الفقهاء، يبدأ قبل بداية أيَّام التَّشريق، على اختلاف في بدايته بين ظُهْرِ يوم النَّحْرِ وفجر يوم عرفة، ونهايته يكون عصر آخر أيّام التّشريق».
Discussion about this post