لاتَغْفَلْ عَني إِنّي مكروبٌ
بقلم …نورا عواجه
لفت نظرى هذا التعبير الرائع ..والذى يحمل الكثير من المعانى ..
الجمله العظيمه دى قالها الإمام الشافعي لصديقه عندما زاره في مرض شديد أصابه وكان في بيته ،
تحديداً عندما أنتهت الزيارة وأراد صديقه الذهاب..
لاحظوا ، لم يقل له : لا تغفل عني إني موجوع مثلاً
بل قال : إني مكروب ، مكروب يعنى محتاج دعم نفسي ، محتاج يحس أن فى حد جنبه . مش هيسيبه لوحده . وأن فى حد بيحس بوجعه ويسمعه.. ومش هيتخلى عنه ابدأ مهما حصل ..
كلنا بشر من لحم ودم وأعصاب ، وكمان مشاعر وأحاسيس هى العامل الأول والأوحد فى تكوين المزاج والحالة النفسية لكل دول ، بمعنى لو مشاعرك فى المكان الصح وكلها حب وأمل وتفاؤل وخير وكلها طاقة إيجابية ، هتلاقي جسمك أحسن وصحتك أقوى ..ولو مشاعرك مخذولة وبهتانة وسلبية وجواك وجع وإفتقاد لحاجات كتير .. هتلاقي جسمك مش قادر يشيلك ونفسك مسدودة من الدنيا كلها ، الوضع لو زاد وقتها الإنسان صحته بتدهور من الكرب والحزن وبيعانى جسدياً فعلاً ..
الدكتور مجدى يعقوب أخصائي جراحة القلب العالمي فى حوار
قال إن أكتر حاجه بتوجع القلب هى الحزن وأن القلب بينكسر وعضلة القلب بتضعف فعلاً لو الإنسان حس بالحزن والكرب ..
العلاج وقتها هو الدعم من المقربين لينا ..يعنى بإختصار لو حبينا نرجع إنسان للحياه نحط فى طريقه حد بيحبه .. فالعقاقير وحدها لاتكفى..
البشر كلهم بلا إستثناء محتاجين حب وحنان وأهتمام وإحتواء ..محتاجين دعم وسند من حبايبهم محتاجين يحسوا أن فى ناس بتحس بيهم قبل مايتكلموا
وبيكونوا موجودين قبل مايطلبوا.. وأيديهم ممدوده تطبطب وتداوى ومتسمحش لدموعهم تنزل ، كلنا محتاجين دعم وده مش غلط ولاعيب ولا نقص فينا..
ومن حق أى إنسان أنه يتعب بس الأهم أنه يلاقي ال يتسند عليه ،
رجل بحجم الإمام الشافعى
صارح صديقه بمشاعره وإحتياجه له ، ولم يخجل من ذلك بل طلبها صريحه دون تغليف .
فيا أحبتى .. لاتغفلوا عن أحبابكم المكروبين ،
فإننا لن نظل أقوياء للأبد سنضعف يوما ما ..فمن سيحملنا حينها ،
من الذى يحمى الضعيف ويهب لنجدة المحتاج ، ويُدنى جناحيه ليبث بعضا من الدفء فى الوجدان الخائف المضطرب ، أن حياتنا إذا ماافرغناها من المشاعر فلبئس الحياه …
Discussion about this post