نورا عواجه
إنها غريبة للغاية
منذ خمسة سنوات تعرفت على فتاة جميلة اسمها سارة
بغرض الزواج على الطريقة التقليدية ، كنت اعتقد ان مهنة الطبيب كفيلة ان تربحني تلك الصفقة ، لكن سارة لديها اولويات أخرى ، بدأت تسألني هل لك هوايات ؟ لا ، هل تشاهد الافلام ؟ لا ، هل تسافر ؟ لا ، هل تقرأ ؟ لا ، هل صعدت جبل ؟ لا ، ماذا تعمل في وقت الفراغ اذا ؟ العب فيديو غيمز !
سكتت لبرهة وقالت انت انسان عادي ، ساكون مهتمة اكثر لو كنت غير عادي ، نزلت تلك الكلمات مثل الصاعقة على رأسي ، ١٥ سنة قضيتها تحت تلة من الكتب الطبية و في النهاية احصل على لقب عادي ، عدت للمنزل واذكر اني لم انم ، في الصباح حجزت طائرة الى اوروبا وتنقلت بين عدة دول ، بعد عودتي فكرت بالاتصال بها لكن قلت هذا لا يكفي لاصبح غير عادي ، لابد ان أقرأ ، اعتزلت البيت و قرأت العشرات من كتب الفلسفة و التاريخ و الاجتماع ، بعد ان انتهيت قلت هذا لا يكفي ، امضيت شهرا كاملا في مشاهدة اهم الافلام ، وعندما انتهيت قلت هذا لا يكفي ، تعلمت ركوب الحصان و الموسيقا و التصميم والتصوير وقمت بالعديد من الهوايات الخطرة ، وعندما انتهيت قلت هذا لا يكفي ، علي ان اصعد لقمة جبل ، وبعد رحلة شاقة لمدة اسبوعين ، وصلت للقمة ، مددت ذراعي ورفعت رأسي ، شعرت حينها ان هذا يكفي ، لكني فجأة لم اعد ارغب بالعودة لسارة ، لقد اصبحت انساناً غير عادي واصبحت سارة عادية،
التي علمتني أن لا أكون عاديا.
بقلم جمال ابراهيم منصور..
Discussion about this post