قصة مثل :
الرواد نيوز …
يقول المثل: “إياك أعني واسمعي يا جارة” عندما يكون الكلام بمعنى ويحمل بداخله معانيَ خفية، أو بمعنى أصح يريد من وراء هذا الكلام غير مدلوله.
تدور أحداث المثل في عهد الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة ؛ وصاحب المثل هو سهل بن مالك الفزاري
وقد قال سهل بن مالك الفزاري هذا المثل الشهير منذ زمن بعيد عندما كان يبوح لأخت حارثة بن لأم بأنه قد وقع في نفسه شيء ناحيتها، فما هي تفاصيل قصة المثل؟
كان سهل بن مالك ماراً بأحد أحياء “طيء” قاصداً الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأراد أن يسأل عن رأس القوم في طيء، فقيل له إنه حارثة بن لأم، وعندما توجّه إلى بيته لم يكن حارثة هناك، فاستقبلته أخته ورحبت به وأكرمته ضيافته، وخرجت من خبائها، فشاهد فيها جمالاً لم يره من قبل، وأحس بشيء في قلبه نحوها.
أخذ سهل بن مالك يفكر في طريقة يعبر بها عما يشعر، فجلس في الفناء الذي يطل على خبائها وحادثها بأبيات شعرية فقال:
يا أخت أهل البدو والحضارة .. مـاذا تريـن في فتى فـزارة
أصبح يهوى حرة معطارة .. إياكِ أعني واسمعي يا جارة
فلما سمعته أحسّت بأنه يقصدها هي بتلك الأبيات الشعرية، فقالت له بصوت مرفوع: ماذا بقول ذي عقل أريب، ولا رأي مصيب، ولا أنف نجيب، فأقم ما أقمت مكرماً، ثم ارتحل متى شئت مسلماً.
شعر سهل بن مالك بالحرج، وقال لها إنه لم يرد منها منكراً كما فهمت هي بالخطأ، فشعرت هي الأخرى بالخجل من سوء فهمها لنواياه، وقالت له: صدقت، وبعدها ذهب سهل بن مالك إلى الملك النعمان وقد أكرمه، وعاد مرة أخرى إلى حارثة بن لأم، وطلب منه الزواج من أخته، وقد تم له ما أراد وتزوجها، وعاد بها إلى قومه.
Discussion about this post