بقلم الأديب والشاعر
أحمد لاراش …
إتخذ مكانا منزويا بمقهى منعزلة..
بدى بملامح معتكرة …كسماء مكفهرة
غاضبة.. !!!
أشعل سيجارة من أخرى …
طلب قهوة سوداء …
و تنهد…!!!!!
قطب حاجبيه و هو ينظر بشرود حواليه…
كرجل مصاب بلوثة الفزع …و الحروب…!!
جمرة لفافته البيضاء أخذته.لرؤى…
تشبه رؤى القديسين و الفقهاء..
أو المجانين…!!
أمعن النظر في سحب الذخان
الهارب من شفتيه..
فأيقن أن العصر ليس عصره…
و أن قطار الرحيل تأخر عن الموعد..!!
أرهقه ما هو أكثر فضاعة و بشاعة
و قذارة من الرحيل..!!!
تلك الجلادة الصامتة المغمضة العينين..
تتربص به الهفوات…
إنها….هي…!!
…هي….!!!
ذاك الوحش الرهيف..
الذي أغرق عينيه بدمع لا إرادي..
و خنق زوايا منفظته بأعقاب
سجائره الرخيصة…!!
تلك الشيطانة الماردة..التي تمسك
بخيوط أناه و زوايا كيانه الآيل
للسقوط…!!
تنحدر به كل يوم خطوة إلى
الجحيم..عبر ممرات آسنة..!!
أحس أنه مثقل بشكل فضيع…!!!
حاول لبضع ثوان أن يتفهم
سر الحكاية..!!
لكن سرعان ما أطبقت عليه
لوثة اللا مبالات..التي لا تقهر…!!
نظرتُ إليه و ضحكت…!!
قال..ما يضحكك يا صاحبي..!!
اجبت..ما يضحكني أننا شبيهان…!!
و أردفت.. صَدٌقْني ..
أن لا أحد يعرف من أنت..!!
Discussion about this post