الشاعر العراقي ابو الطيب المتنبي(915 ـ 965م)هو ( أحمد بن ألحسين ألجعفي) ولد في حي قبيلة كندة بالكوفة ،نظَم الشعر وعمر منه تسع سنوات ،إشتهر شعره بالحكمة ، أجاد وصف المعارك والحروب فكان شعره سجل تأريخي ، كان شجاع وطموح ومحب للمغامرات، غزير الأنتاج ومفخرة للأدب العربي ، ترك 326 قصيدة ،لقّب بـ (ماليءأدالدنيا وشاغل ألناس) ،سجن سنتين في حمص من قبل اميرها (لؤلؤ) من 321 ـ 323 هجرية، معظم شعره هو مدح ألأمراء وألحكًام ، عاش أجمل أياَم حياته في بلاط سيف ألدولة ألحمداني في حلب وأصبح من شعراء بلاطه عام 337هجرية ، ثلث شعره مدح في سيف ألدولة ، كان لديه كبرياء يلقي ألشعر قاعدا بين يدي سيف ألدولة ،قوله في سيف ألدولة : كأنك قمرا وألملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهم أحد سافر إلى مصر ومدح كافور ألأخشيدي حاكمها .
وكان عبدا أسود مدحه في قصيدتين ولم يحصل على مبتغاه فخاطبه قائلا : اصبحت أغنى خازنا ويدا انا الغني واموالي المواعيد لا تشتري ألعبد إلَا وألعصى معه إنَ العبيد لأنجاس مناكيد هجى كافور بقوله : اغاية الدين ان تحفّوا شواربكم يا أمّة ضحكت من جهلها ألأمم خرج من مصر يوم عيد بعد أن حطّوا من منزلته بقوله : عيد بأيّة حال عدت ياعيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد عاد إلى ألكوفة ودافع عنها عندما هاجمها ألقرامطة عام 353 هجرية ،هجى (ضبّة بن يزيد ألأسدي) بقصيدة شديدة سببت مقتله فيما بعد ،خال (ضبّة) هو (فاتك ألأسدي) ، سافر إلى بلاد فارس(إيران)ومدح عضد ألدولة ألبويهي وهي آخر قصيدة في حياته وكانت تحمل نذر الموت قال فيها : فدا لك من يقصر عن مداكا فلا ملك إذن إلاّ فداكا وبعد لقائه بعضد ألدولة في شيراز من أعمال فارس وعند عودته إلى بغداد يوم 23/12/965 م المصادف 24 رمضان 354 هجرية .
لقيه (فاتك الأسدي) هجم عليه مع 61 من قطاع ألطرق بقيادته ،ألمتنبي أراد ألهرب فقال غلامه (مفلح) أتهرب وأنت ألقائل ؟ : ألخيل وألليل وألبيداء تعرفني وألسيف وألرمح وألقرطاس وألقلم فردّ عليه ألمتنبي بقوله قتلتني قتلك ألله ، قتل معه إبنه ( محمد) ونفر من غلمانه ، مكان ألقتل دير ألعاقول في ألنعمانية ، وكان قد جمع ديوانه في شيراز فتطايرت أوراقه في ألهواء ،تخليدا للشاعر ألمتنبي ودوره في ألأدب ألعربي تأسس ببغداد في ألعراق شارع ثقافي إقترن إسمه بالشاعر ألمتنبي عرف بشارع ألمتنبي على ضفاف دجلة ، ألأسم ألقديم له هو شارع ألأكمكخانة ،وفي عام 1936 أصبح إسمه شارع ألمتنبي ، وهو حاليا شارع للثقافة يقصده ألمثقفين كل يوم جمعة .
أقامت امانة بغداد تمثال للمتنبي مقابل دار ألكتب وألوثائق قطع رأسه عام 2005 من قبل ألتكفيريين ، تم بناء تمثال حديث له عام 2007 على ضفة دجلة ،ظلّ الظلاميين يلاحقون ألمتنبي حتى بعد مماته إذ فتك به قطعان ألجهل وألظلام يوم 5/3/2007 بسيارة مفخخة ،فكانت النتيجة 60 شهيد ، 70 جريح ، حرق 30 مكتبة ،حرق 25 محل قرطاسية ، حرق ألمكتبة ألعصرية وهي أقدم مكتبة في شارع المتنبي تأسست عام 1908 ، هدم مقهى ألشابندرألثقافي ألتي تأسست 1917 وإستشهاد اولاد ألحاج (محمد ألخشالي) الخمسة صاحب ألمقهى ، وإستشهاد اشهر بائع كتب ( محمد يحياوي) ، اغلق الشارع عامين ثم أعيد بنائه وتأهيله وعادت له ألحياة يوم 11/12/2008 بإفتتاح رسمي ليبقى رمزا ثقافيا على مرّ ألأيام .
Discussion about this post