بقلم …. نعيمة مناعي
:مجاراة
قال ؛
أنا القصيدة
فلم ترد
فقال :
أنا القوافي
أنا بحور الشعر
أنا النظم الموزون
أنا الفارس
الذي جاء بهوس تلك العنيدة
فلم ترد..!
وأنا القوافي في أشعارها
في الصدر والعجز.
وأنا رونق التفعيلة
أنا الذي جعلها تسامر الليل
تطارد ألف إمرأة لتحضى بعرشي …
فردت :
أمهلني قليلا…!
ثم لم ترد
فواصل…
أنا القصيدة
وبحوري عديدة
وأنا قوة التفعيلة
وقوة الوزن في الفريض
وبحوري ،مياهها عذبة
وأنا العروض
الذي انبنى عليه وتر الوزن
فارتجلي في منابر عشق
أو إن شئت ارتحلي
غادري مياهي…
أنا النظام الذي يشترط
زخم القوافي
وأنا الزاد اللغوي في قاموسك
فخطي في ما استطعت من ضياع
من فرح ،من تيه ومن غرق…
تغني بجمالي
بجلدي… إن تعننتي
بسطوتي في العشق
حين أمتلك زمامك
فردت:
أنا البحر الذي يغريك
دفؤه صبيحة سكونه
يقرئك نشوة هدوئه
ونقاء السماء
لحظة حبوره
فلا تكن مزهوا بعظمة غرورك
فأنا النسمة المشعة المداعبة لفتورك
فاحذر عاصفة ،تمرق مني لحظة غرورك
قال:
أنا السحابة التي تزعزع لحظة جفاءك
أنا الصمت المفاجئ الذي يهييج صور منامك
أنا الفارس الذي تشتهين زيارته
حتى في منامك
وأنا البرق الذي يومض
فيخترق نوره قفص الظلمة
التي تغشى جمالك
قالت:
كبرياء موهوم
بعض كلام يجري على السطور
ملعثم أنت بين إقبال ونفور
مشتت ك أوراق الخريف
تتقاذفها الرياح ،فتتوهم أنك الربان
اجلس وامسك مقبض الصمت
أرهقت كاهلي يا أنت
وصرت فعلا بحور شعر وقوافي
وحرف أخرس أبكم ،،يتضور
في المآقي
اصمت ،والجم حصانك
وما فن الفروسية الا في خيالك
قال :
سأجعلك تموتين غرقا في بحوري
فأنا من خبرت فنون القتال في محرابك
فلا ترفعي سقف عنادك ،ولا تزايدي
على فارس خبر كيف يجعل من تلك العنيدة…
أنثى تعشق طيف خياله
تجلس في الحلم ،قبالة الباب
تنتظر خفقان نعاله
قالت:
أنا من نثرت ودقي على مساحة بحورك
فأربكت قوة التفعيلة في فنونك
فضللت طريق العودة ،لقانونك
وأنا التي أسطو على دهائك في أحلامك
ومنك أسترق بنات أفكارك
فتطاردني ،لتؤكد أن ما سرقته
مجرد مداعبة لطيف …
مر ذات مرة …من أمامك
فقال:
غلبتني ،يا أنت بملحمة شعورك
فقالت :
غلبتني يا أنت،وغرقت في قوافيك
وسفينة النجاة ،وجدتها في سر عنفوانك
فهل يرضيك :
أن أحط رحالي في عمق الغريق …!
بقلم …. نعيمة مناعي
Discussion about this post