بقلم دكتور …
محمد الدليمي
الكثير منا يسأل ما الفرق بين النبي والرسول ..؟ الإجابة عن هذا السؤال لا يمكن أن نأخذها اصطلاحا ! لأنها اسماء توقيفية فلابد إلى مراجعة ودراسة المصدر التوقيفي ألا وهو القرآن الكريم فلفظة نبي تعني إنه ينبأهم بكل خير سيكون ، وكل شر ما تقترفه أيديهم ؛ ولا يمكن أن ينبأ شخص لمسألة شخصية بدون ما يكون لها فعل يعم على القوم فهذة مهمة النبي .
ولا يأتيه الوحي وإنما كله إيحاء من رب العالمين.
أما الرسول فهو صاحب مهمة لا تقتصر على اشخاص معينة او أفراد من رهطه وإنما تكون مهمته التعليم والتفهيم والإفادة من جراء ذلك المنهج القديم الذي سبقه في النزول من السماء أو الأرسال . ويأتيه الوحي ولكن لم تكن له رسالة خاصة به.
أما الرسول النبي : فهذا يختلف عن السابقين المنفردين من نبي او رسول فهو هنا يكون حامل رسالة فورية من رب العالمين أما على شكل صحف أو الواح أو كتاب فيهدي بها الناس لرب العالمين .
البعث : هو الهيجان أو النفير ، قال تعالى ( فابعث في المدائن حاشرين )أي اجعل من يهيج الناس نفيرا حتى يخرجوا منهم سحرة عظام ، وقال تعالى ( من بعثنا من مرقدنا ) أي ما هذا النفير العظيم الذي هاج الناس كلها ، قال تعالى ( وبعثنا فيهم رسل ) أي ليهيجوا وينفروا لله ، والرسل على عدة اشكال منهم معلمين للرسائل السابقة ومنهم يهيج في الناس كل حسن أي يدعمه ، ومنهم من يصلح الناس بالاعراف التي تعارف عليها الناس ، ومنهم من يكون أديبا كاتبا عظيما كما كان الحال مع صاحب النون أي صاحب القلم فترك في قومه قبل مغادرتهم كتبه العظيمة فقرأوها فعرفوا إنه على الحق فآمنوا بها وارسله سبحانه إلى مئه الف أو يزيدون . أما النبي فهو اختصاص بالنبوءات أو يصطلح مع القوم على عرف جديد يخدمهم جميعا . ومن المؤكد يكون له علم من الكتاب الذي اتبعه .
وبعد هذا الافصاح عن الكلمات المترادفه كما يسميها الباحثين ما هي من المترادف ولا يوجد في اللغة ترادف لفظي أو معنوي ولكن يوجد ألفاظ معاني يضيفها السياق للفظة المخصوص لها المقصود سواء المقصود الثانوي أو المقصود العام فيظهر رونقه أمام الباحثين فينشأ عليها حجج الترادف اللغوي وهذا ضعف للغة لا يمكن الاستسلام له أو تركه على طاولة المكتبة فلابد من مراجعة موضوع الترادف ورفعه من اللغة ليظهر العلو والشموخ للغتنا العربية المجيدة .
Discussion about this post