أناشيد الحياة
ناديا يوسف
إلى زوجتي تلك العصفورة الخضراء في سماء حياتي
لعلها مفردات بسيطة ولكن تحمل بين حروفها كل القيم والمعاني ..
بهذه العبارة خاطب الشاعر عبد اللطيف محرز نصفه الآخر زوجته كم هو جميل هذا الوفاء والإخلاص والصدق الذي نجده في أسمى العلاقات الإنسانية والتي ستكون البذرة التي تتفتح منها باقي العلاقات أحببت البدء بهذا البوح الجميل لشاعر عشق الشعر فأبدع بالكلمة لتتمزج بالإحساس العالي لتكون صورة لفكرة يريد الشاعر إيصالها من خلال قصائده
اليوم سنتحدث عن قامة من قامات بلادي هو المعلم والمدرس والأديب والسياسي وقبل كل شيء هو الإنسان
عبد اللطيف محمد محرز
ولد عام 1932 في قرية بيت ناعسة – منطقة صافيتا.
أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في صافيتا, وتخرج في دار المعلمين الابتدائية بحلب 1954, ثم حصل على إجازة جامعية في التاريخ 1966 وقام بالعديد من المهام السياسية والإدارية منها عضو مجلس الشعب ورئيس فرع نقابة المعلمين بطرطوس لدورتين متتاليتين وعضو قيادة فرع الحزب بطرطوس ورئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس حصل على العديد من الجوائز وبراءات التقدير أبرزها جائزة الباسل
دواوينه الشعرية : العصفور الأخضر 1991 – أناشيد البحر 1992 – أناشيد الحق في رحاب علي 1994 – أناشيد الحياة1997 هذا بالإضافة إلى دراسات أدبية و مقالات نثرية ..
لنتحدث قليلاً عن عبد اللطيف محرز الإنسان فهو الابن البار والزوج المحب والأب السند الذي يجسد القوة لأبنائه وطلابه ولكل من عرفه و هو أستاذ التاريخ الذي عشق دراسته و لم يكن له مجرد مهنة يقتات منها وإنما كانت بمثابة رسالة أمن بها ليس لأنه مدرس فقط وإنما لأن التاريخ بنظره مادة هامة وإرث حضاري يجب أن يعطى بطريقة توضح أهميته في شرح تفصيلي عن أمته
عبد اللطيف محرز الأديب الذي تحسس قضايا مجتمعه وتحدث بلسان ابن الطبقة الكادحة لم يحاول أن يستفيد من موهبته والتي كان من الممكن أن تدر عليه المكاسب المادية والمعنوية هو رجل السياسة والفكر حيث ارتبط كلاهما بعلاقة تلازمية بينهما كانت النواة الأساسية للنهوض بالإنسان والمجتمع فالسياسة في نظره هدفها الأول النهوض بواقع المجتمع والشعر هو المرآة التي تعكس هذه الصورة ومحورها الأساسي هو الإنسان في كل المهام والمناصب السياسية والإدارية التي تدرج بها لم يعرف عنه سوى التواضع والتفاني بالعمل لم تغيره بل على العكس ازداد ملامسة لقضايا أبناء وطنه يحمل همومهم وينطق بلسان حالهم عرفناه مدافعاً ومطالباً بحقوق الشعب تحت قبة البرلمان هو بحق منارة يستهدى بها لكل راغب وباحث في الحياة تاريخه مدرسة من العمل الدؤوب
حقيقة الكثير كتبوا وتحدثوا عن الأديب ، كلٌ تحدث عنه وفق رؤيته منهم من تحدث عن دواوينه وشعره أما أنا فرغبت أن أتحدث عن الجانب الإنساني في حياته
وفِي ختام هذا المقال سنورد بعضاً من شعره
ديوان بعنوان “محبة الإنسان”:
غسلت في لمعة الأحلام أحزاني
وفي شموخ الذرا غمستُ أجفاني
وطار بي جانحا عقل وعاطفة
إلى متاهات أكوانٍ.. وأكوانِ
وجزتُ كلّ فضاءٍ لاحَ في خلدٍ
حتى زرعت بباب الله عنواني
وعدت أحمل سر النحل مجتنباً
أزهار كل رسالات وأديان
سراً سيبقى مدى الأيام باصرتي
ونبض فكري وإحساسي وإيماني
لا يطلعن على الدنيا سعادتها
إلا محبّة إنسانٍ لإنسانِ
Discussion about this post