بقلم دكتور … نبيل بكر
‘أحداث حقيقية’
-لاح الفجر صليته وعدت على عجل أريد أن أراهم …
فتحت البوابه وأنا أقول بسم الله خرجنا وبسم الله ولجنا..
فإذ بأربعة من القطط البيضاء بياض ملحوظ لم تكد ترفع عينك عنهم من جمالهم الأخاذ..!
أذيالهم حزمة واحدة أشبه بخيوط الحرير الطبيعي..!
أعينهم زرقاء بلون السماء الصافية…لا بؤبؤ فيها تنظر ناحيتي مباشرة..!
أجسادهم انسيابية أشبه بجسد جروء النمر..!
تقف جميعها على سيقانيها الخلفية بأريحية مطلقة،ورشاقة الظابية حين تهرول بين أشجار الغابة تلعب مع الفرشات..!
يفوح منهم ريح طيبة جداً جداً لم اشتم مثلها في حياتي حتى أنها شنفت حاسة الشم عندى فامتلأ صدري بها فأحسست بانتعاش رهيب..!
-ألقيت عليهم تحية الإسلام
ثم تعوذت بالله من الشيطان الرجيم والبسملة ثم قرأت من أول الفاتحة..
لكني لاحظت فيهم شيء في قمة الأدب والروعة..!
حين تعوذت بالله من الشيطان الرجيم طأطأو رؤوسهم إلي الأرض ثم أتموا جلوسهم على أربع..!
ثم انتصبت أذانهم معلنة استقبال القرآن الكريم،ومرحبة به..!
ثم أخذت دموعهم تتساقط لكنها لا تصل إلى الأرض..
وظلوا هكذا حتى أتممت عليهم قرأت سورة الفاتحة والربع الأول من سورة البقرة
ثم قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصعدت درجات سلم الفيلا للدخول وأنا ملتفت أنظر اليهم..
ولقد لاحظت شيئاً غريباً وجميل أبهرني..!
ألوانهم تغيرت إلى اللون الأخضر وكأن أقدامهم من ذهب ثم وافقوا على أقدامهم الأربعة والدموع توقفت،وينظرون إلي نظرت إجلال واحترام وعرفان بالجميل،وتعلوا وجوههم بسمة جميلة متواضعة..!
اثناء هذه اللحظة كنت أشعر بقربي منهم وكأنهم يسمعون أنفاسي وأشعر بدفئ جميل مثل دفئ حضن عزيز غال..
يا الله ما هذه الرقة..وما هذا الجمال،وكأن القرآن جعلهم كمن خلق من جديد…
وصلت باب الفيلا أريد أن أضع المفتاح بالباب لأفتحه لكن جمالهم أخذني كلي حتى إنني لم انتبه لنفسي إلا وأنا اصطدم بالباب..!
فضحكت ضحكة بسعادة سمعها أهل بيتي حتى أن ابنتي نظرت إلي قائلة( الله يا بابا إيه الضحكه الحلوه دي..؟إضحك تاني كده..!
فقلت لها (إييه أول مرة تسمعي بابا بيضحك..؟)
سلمت على أهل بيتي،وكانت زوجتي قد أعدت طعام الإفطار بالفعل..
لكن تذكرت كلمة عم سليمان لي(إن زوجتك لا تذكر إسم الله على الطعام فقمت مسرعاً على دولاب المطبخ والثلاجة أذكر إسم الله على الطعام الموجود النيئ والناضج حتى يتثنى للجيران أن يأكلوا..
وبعد أن فرغنا من طعامنا أخذت ما تبقى من عظم الدجاج والأرز والخبز بنفسي ووضعته في كيس بلاستيك ثم خرجت فوضعته بجوار سور الفيلا من الخارج حيث كان بجوار بوابة الفيلا من الخارج شجرة عجوز..
وفعلت ذلك لشيء في نفسي
عدت داخل الفيلا لأشرب الشاي وأشاهد التلفاز لكن صلاة الظهر كانت قد حان وقتها فارتديت ثوبي وخرجت من البوابة ثم قلت في نفسي سوف أذهب إلى كيس الطعام الذي تركته بجوار الشجرة لأرى
هل أخذوا الطعام أم لا..؟
بقلم دكتور… نبيل بكر
Discussion about this post